فأعطني دجاجة ، قال : لا ، قالت : فأعطني حمامة ، قال : لا ، فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة ، فقالت : أعطني هذه الجرادة ، قال : نعم ، ثم قطع رأسها بيده فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان ، ثم أنساه الله إياه حتى أصابه ما أصابه بعد ما سلب ملكه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، نا أحمد بن علي بن العلاء ، أنا أحمد بن أبي السقر (١) أبو عبيدة ، نا جعفر بن عون ، نا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
اختصم إلى سليمان بن داود فريقان أحدهما من أهل جرادة ـ امرأة كانت له يعجب بها ـ وهوي أن يكون الحق لهم ، ثم إن الحق كان للآخرين ، فقضى لهم به ، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، أنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ، نا زيد بن الحباب ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال :
احتبس سليمان بن داود أياما ثلاثة لا يخرج إلى الناس ، فأوحى الله إليه أنك جلست ثلاثة أيام لا تخرج إلى الناس فتنصف مظلوما من ظالم ، قال : فعوقب فذهب ملكه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، وأبو علي بن شاذان قالا : أنا أبو بكر عبد الله محمّد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصاغاني ، نا الحسن بن موسى الأشيب ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب :
أن سليمان بن داود احتجب عن الناس ثلاثة أيام ، فأوحى الله إليه : أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام ، فلم تنظر في أمور عبادي ، ولم تنصف مظلوما من ظالم ، وكان ملكه في خاتمه ، وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه ، فدخل ذات يوم الحمام والخاتم تحت فراشه ، فجاء الشيطان فأخذه فألقاه في البحر ، فأقبل الناس نحو
__________________
(١) كذا بالأصل : بالسين.