حتى بقاياها ما تحدث به أهل العراق ، وأنزل الله تعالى [في](١) عذر سليمان عليهالسلام : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) إلى آخر الآية.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد ، أنا أبو الفضل المطهّر (٢) بن عبد الواحد بن محمّد البزاني ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن يزيد الزّهري ، نا عمي أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن يزيد الزّهري ، نا روح بن عبادة ، نا عمران بن حدير (٣) ، عن عكرمة في هذه الآية : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) قال : لما توفي سلميان وقع في الناس أوصاب ، فقال الناس : لو كان سليمان حيا كان عنده من هذا فرج ، قال : فظهرت لهم الشياطين فقالوا : نحن ندلكم على ما كان يعمل سليمان ، قال : فكتبوا كتبا فجعلوها في بيوت الدوابّ فأمرهم أن يحفروا في بيوت الدواب واستخرجوا الكتب التي كتب الشياطين من السحر والسجع فقالوا : هذا ما كان سليمان يعمل ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) قال : لم يكن عمل سليمان ولكن من عمل الشيطان.
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أحمد بن سندي ، أنا الحسن بن علي ، أنا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن :
أن صخرا (٤) المارد حين كان غلب على ملك سليمان ، فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر ، ودعا الشياطين ، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه ، وأنه يلقي خاتمه في البحر ، فلا يقدر عليه ويستريحوا منه ، وأن هذا كتابا كتبه (٥) فيه أصناف السحر ، وختمه بخاتم سليمان ، وإني أدفنه تحت كرسيه ، وكتب في عنوانه : هذا ما كتب
__________________
(١) سقطت من الأصل.
(٢) بالأصل «المظهري» وفي م : المطهري مكان : «المطهر بن» والصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٤٩.
(٣) حدير بمهملات مصغرا كما في تقريب التهذيب.
(٤) بالأصل وم : صخر.
(٥) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : وأن هذا كتاب كتبته.