أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس ، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله ، نا سفيان ، عن حصين ، عن محمّد (١) بن الحارث قال
كنت مع ابن عباس فأتاه رجل من أهل الكوفة فقال : ما وراءك؟ قال : تركت الناس يتحدثون بقدوم علي بن أبي طالب عليهم ، فقال ابن عباس : إن الشياطين كانوا يسرقون السمع فيستمعون فيزيدون ويكذبون على عهد سليمان ، فأكتبته الناس فلما سمع بذلك سليمان أخذ تلك الكتب كلها فحفر لها تحت كرسيه ودفنها ، فلما مات سليمان قال لهم الشيطان : ألا أدلكم على كثرة الممتنع الذي لم يكن له كنز أفضل منه احفروا هاهنا ، فحفروه فاستخرجوا تلك الكتب وهو قول الله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) الآية.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، حدّثني أبي ، حدّثني يزيد بن معروف ، نا جرير ، عن حصين ، عن عمران بن الحارث قال :
بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل ، فقال له ابن عباس : من أين جئت؟ قال : من العراق ، قال : من أين؟ قال : من الكوفة ، قال : فما الخبر؟ قال : تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم ، قال : ففزع ثم قال : ما تقولون لا أبا لك؟ لو شعرنا ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك ، كان الشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها ، فإذا جربت صدق ، وكذب معها سبعين كذبة ، فيشربها قلوب الناس فأطلع الله عليها سليمان عليهالسلام فأخذها فدفنها تحت كرسيه ، فلما توفي سليمان [قام](٢) شيطان بالطريق فقال : ألا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله؟ [تحت ا] لكرسي (٣) فأخرجوه فقالوا : هذا سحر فتناسختها الأمم
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وسيرد في الخبر التالي : عمران بن الحارث.
(٢) مكانها بياض بالأصل وم ، والكلمة مستدركة عن مختصر ابن منظور ١٠ / ١٣٥.
(٣) قبلها بياض بالأصل والكلمة استدركت عن م ، وانظر المختصر ، و «ألف» الكرسي.