فأعطاه الله ما لم يكن أعطاه أحدا من قبله ولا من بعده ، سخّر له الريح والجن والإنس والشياطين ، والوحش والطير.
قال : وأنا إسحاق ، أنا مقاتل بن سليمان ، وغياث بن إبراهيم ، وأبو روق الهمداني ، عن عكرمة :
أن سليمان لما أصاب الملك ، أمر بحمل أهل ذلك البيت فوضعهم في وسط المملكة ولم يكن سليمان قال : تلك المرأة حتى رد الله عليه ملكه ، وعرف أن الله عزوجل قد تاب ، وكان ذلك لطفا من الله عزوجل حين عطف عليه أهل ذلك البيت.
أخبرنا أبو عبد الله عبد الصمد بن ناصر بن خلف الصّرّاف الصوفي ـ بهراة ـ نا أبو إسماعيل عبد الله بن محمّد بن علي الأنصاري ـ إملاء ـ نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي الجارودي ـ أملاه علينا ـ أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن حمّاد البزار ببغداد ، أنا جعفر الدقاق الحافظ ، نا أبو مسلم أحمد بن عبد الرّحمن الهمداني الكوفي ، نا عمر بن الوليد البغدادي ، نا موسى بن داود البصري ، نا حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن زياد (١) ، عن أبي هريرة قال :
كان اليوم الذي رد الله تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز (٢) ، فجاءت الشياطين بالتحف وكان تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان ، فاتّخذ الناس رشّ الماء من ذلك اليوم.
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، حدّثني سفيان الثوري قال :
بلغني أن سليمان بن داود يوم ردّ الله عليه ملكه أمر الريح أن تحمله ، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين ، استقبله خطاف فقال : أيها الملك إن لي عشّا فيه بيضات قد حضنتهن ، وأنا أرجو إفراخي أيامي هذه ، فاعدل رحمك الله ، فإنك إن مررت بالعش
__________________
(١) بالأصل زناد ، خطأ والصواب ما أثبت عن م ، وهو محمد بن زياد القرشي الجمحي انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت ٤ / ١١٠ ـ ١١١.
(٢) النيروز ، معرب نوروز ، أول يوم من السنة (القاموس المحيط).