حطمت بيضاتي (١) ، فشفعه وترك ذلك الطريق ، فانطلق الخطّاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره ، فنضح بين يديه فسأله أصحابه عن ذلك فقال : إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه ، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يديّ شكرا لي.
قال : وأنا إسحاق ، حدّثني شيخ من خزاعة ـ يقال له : عبد الرّحمن بن آدم ـ حدّثني سعيد بن أبي عروبة بهذا الحديث وزاد فيه : أنه أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان فقال له سليمان : ما هذا؟ قال : هدية لك ، فقال سليمان : لقد شكر هذا ، ومن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق ،.
قال : وأنا إسحاق ، أخبرني مقاتل بن سليمان مثله ، وزاد فيه قال : سمي ذلك اليوم نيروز ذلك أنه وافق هذا اليوم الذي يسمونه النيروز ، فكانت الملوك تتيمن بذلك اليوم ، واتّخذوه عيدا ، وكانوا يرشون الماء في ذلك اليوم ويهدون لفعل الخطّاف ويتمنّون بذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا شبّابة ، نا شعبة ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه صلى صلاة فقال :
«إن الشيطان عرض ليفسد عليّ ليقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه فذعتّه (٢) ، ولقد هممت أن أوثقه في سارية حتى يصبحوا فينظرون إليه ، فذكرت قول سليمان : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ)(٣) فردّه الله خائبا» [٤٩٣٥].
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، نا أحمد بن علي ، أنا أحمد (٤) بن محمّد بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن ، نا إسماعيل ، أنا إسحاق ، حدّثني جويبر ، عن الضّحّاك قال :
__________________
(١) بالأصل : بيضات.
(٢) أي خنقته (النهاية لابن الأثير : ذعت).
(٣) سورة ص ، الآية : ٣٥ ، وفي التنزيل : قال رب اغفر لي وهب لي ملكا ...
(٤) كذا بالأصل وم وصوابه : محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن البغدادي ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٥٨.