إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (١) قال في تسمية كتّاب عبد الملك : الخراج (٢) ، والجند : سرجون بن منصور الرومي ، فمات سرجون فولّى ـ يعني عبد الملك ـ سليمان بن سعد مولى خشين حي من قضاعة ، وهو أول من ترجم ديوان الشام بالعربية.
وقال خليفة في تسمية كتاب (٣) الوليد : الخراج (٤) ، والجند : سليمان بن سعد مولى خشين.
ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سلميان قال : وقال عبد الله بن نعيم وأظنه عطفه على إسناد قدمه قبل ذلك ، قال فيه : حدّثت (٥) عن هارون بن أبي عبيد الله ـ وهو ابن معاوية ـ عن عبد الغني بن عبد الله بن نعيم ، عن أبيه قال : حدّثنا سليمان بن سعد أن عبد الملك دعاه وهو بالصّنّبرة وسليمان بن سعد على ديوان الأردن قد ولي مكان رجل من النصارى ، وسرجون على جماعة دواوين العرب والعجم.
قال سليمان : فخلا بي عبد الملك فقال : إن ما يلي النصارى من أمور المسلمين لم يزل يغيظني ، وإني لغلام أفد إلى معاوية ثم قال : لقد أردت أن أذكر ذلك أيام مروان فذكر شيئا منعه منه ، ثم دعاني إلى أن يوليني عمل سرجون قال : فهبت ذلك ولم أجبه إليه ، وذكرت بعض ما أتخوف ألّا أعرف عمله. قال : إني بعون الله أوثق مني لك بعلمك. فبينا هو يذكر ذاك إذ سمع تنحنح روح بن زنباع (٦) وكان لا يحجب فقال لي : تنحّ فإن روحا لا يكتم شيئا قال : ثم إنه قال لروح : إني كلمت كاتب جندكم هذا ، وروح يومئذ على الأردن ، فذكر له ما ذكر لي من أمر سرجون ثم دخل وتركني وروحا فأقبل عليّ روح يحثني أن أقبل ما عرض عليّ من ذلك حتى كان من قوله : إن أمير المؤمنين قد اهتم من هذا بما تركه غيره من الخلفاء ، فإن أنت تركت أن تقبل ذلك تخوفت أن يدوم الأمر على ما كان عليه من تولية النصارى. قال : واشتكى سرجون بعد ذلك مرضه الذي مات فيه ، فأرسل إليه عبد الملك من ترى لعملك الذي أنت فيه؟ قال : إن كان من
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٩٩.
(٢) بالأصل : الجراح ، ومهملة بدون نقط في م ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٣) تاريخ خليفة ص ٣١٢.
(٤) بالأصل : الجراح ، ومهملة بدون نقط في م ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٥) بالأصل : حديث ، ولعل الصواب ما أثبت عن م.
(٦) تقدمت ترجمته في كتابنا ، وبالأصل : زوج خطأ.