قال لي ابن عباس : يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك وسكنوا (١) السواد ولبسوا السواد ، وكان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الأمر منهم إلّا إلى عيسى بن مريم.
قال : أنا أبو منصور ، وأبو الحسن قال : أنا أبو بكر الخطيب (٢) : سليمان بن أبي جعفر المنصور وهو عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطّلب ، يكنى أبا أيوب. حدث عن أبيه ، روت عنه ابنته زينب وإليه ينسب درب سليمان ببغداد.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أحمد بن عيسى ، نا مساور بن شهاب قال : قال إسحاق بن سليمان : ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة وفيها عزل إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم عن كور دمشق وولي مكانه سليمان بن أمير المؤمنين المنصور.
قال إسحاق : ثم دخلت سنة تسعين ومائة وعلى كور دمشق سليمان بن أمير المؤمنين قال : ثم عزل ـ يعني الأمير في هذه السنة يعني سنة أربع وتسعين أحمد بن سعيد ، وولّى سليمان بن أمير المؤمنين دمشق وحمص.
قال : وأخبرني أحمد بن عيسى بن حمدون ، نا مساور بن أحمد قال : قال إسحاق بن سليمان الهاشمي ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائة وعلى دمشق سليمان بن أمير المؤمنين فلم يزل واليا عليها إلى أن خرج عنها في أيام أبي العميطر.
قال عبد الله بن الحسن بن سعد الكاتب : ذكر لي أن سليمان بن أبي جعفر لما شخص إلى دمشق واليا عليها قال لابراهيم بن المهدي :
خلا لك الجو فبيضي واصفري
فقال له إبراهيم : لك والله خلا الجو ، لأنك تقعد في صدر مجلسك ، وتأكل إذا اشتهيت ليس مثل من هو في السماط يأكل على شبع ، ويكفّ على جوع ، ويخدم في وقت كسل.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وفي سنة تسع وستين ومائة حج بالناس
__________________
(١) رسمها بالأصل : «وسلبوا» والمثبت عن تاريخ بغداد. وفي م : فسكنوا.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٢٤.