فقال : إذا كان في موضع الأدب ليقتدى به جاز له ، قال أحمد : فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال : إنما يصلح الكلام ويفسد المؤدب والمتأدب على قدر الإرادة فيه.
قال : ونا ابن جهضم قال : سمعت محمّد بن داود يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : قال أبو سليمان : إن في هذا القرآن خانات إذا مروا (١) بها المريدون نزلوا فيها ، فدارت الحكاية لسليمان بن أبي سليمان فقال : إذا تكاملت (٢) معرفته صار القرآن كله له خانات ، فقيل له : أي وقت تتكامل معرفته؟ فقال : إذا عرف مقدار من خاطبه به.
أنبأنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم (٣) ، نا إسحاق بن أحمد ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول : إن في خلق الله خلقا لو ذم لهم الجنان ما اشتاقوا إليها فكيف يحبون الدنيا ، وهو قد زهدهم فيها؟ فحدثت به سليمان ابنه فقال : لو ذمها لهم؟ قلت : كذا قال أبوك ، قال : والله لقد شوقهم إليها فما اشتاقوا ، فكيف لو ذمها؟
قال : ونا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا إسحاق بن أبي حسان ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : قلت له : يا أبا سليمان إنما رجع إلى الكسب ـ يعني ابنه سليمان ـ وطلب الحلال والسّنّة فقال لي : ليس يفلح قلب يهتم بجمع القرائط.
أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر قال : أخبرني ابن الحسن الحنائي بقراءتي عليه ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ، نا محمّد ـ هو ـ ابن علي بن خلف ، نا أحمد ـ هو ـ ابن أبي الحواري قال : اجتمعت أنا وأبو سليمان ومضاء في المسجد فتذاكرنا الشهوات ، من أصابها عوقب ومن تركها أثيب ، وسليمان ساكت فقال لنا : أكثرتم منذ العشية ذكر الشهوات ، أما أنا فأزعم أنّ من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يشغله عن الشهوات لم يعن على تركها.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أنبأ علي بن الحسين بن أحمد ، نا
__________________
(١) كذا بالأصل وم وصوابها : «مرّ».
(٢) بالأصل : «تكامت» خطأ والصواب عن م.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٩ / ٢٧٣ في ترجمة أبي سليمان الداراني.