فقال سليمان : من يقول إن هذا مجنون ، ما كلمت قط أعرابيا أعقل منه.
قال القاضي : قول الأعرابي : ضيق المعيش جمع معيشة ، كما قال رؤبة :
إليك أشكوا شدة المعيش |
|
ومرّ أعوام نتفن ريش (١) |
ويكون المعيش الموضع ، والمعاش المصدر. قيل المضرب ، والمضرب ، والمقر ، والمقر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط (٢) قال : سنة إحدى وأربعين ومائة فيها مات سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، ويقال : في اثنتين (٣) وأربعين ، وذكر غيره أنه مات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن سليمان الحلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وأمّه أم ولد ، وتوفي بالبصرة سنة اثنتين (٤) وأربعين ومائة ، وهو ابن تسع وخمسين سنة (٥)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين (٦) وأربعين ومائة ، توفي سليمان بن علي بالبصرة ليلة السبت لسبع بقين من جمادى الآخرة ، وقد شارف الستين ، وصلّى عليه عبد الصمد بن علي (٧).
__________________
(١) ديوانه ص ٧٨ والرواية فيه :
أشكو إليك شدة المعيش |
|
دهرا تنقي المخ بالتمشيش |
وجهد أعوام برين ريشي |
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٩.
(٣) بالأصل : اثنين.
(٤) بالأصل : اثنين.
(٥) الخبر سقط من طبقات ابن سعد المطبوع ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى لابن سعد.
(٦) بالأصل : اثنين.
(٧) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ١٢٥.