يزيد بن هارون ، أنبأ فرج بن فضالة ، عن أسد بن وداعة قال :
كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان كأنه حبّة على مقلى فيقول : اللهم إن النار قد أسهرتني ، ثم يقوم إلى الصّلاة.
قال : ونا محمّد بن سعد ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا سلّام بن مسكين ، ثنا قتادة :
أن شداد بن أوس خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس ألا إن الدنيا أجل حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، ألا وإن الآخرة أجل متأخر يقضي فيها ملك قادر ، ألا إن الخبر كله بحذافيره في الجنة ، ألا وإن الشر في النار ، واعلموا أنه من يعلم مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن منده ، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنبأ أبو الحسن اللبناني ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ـ هو ابن الحسين ـ ثنا داود بن مهران ، ثنا حفص بن سليمان المقرئ ، عن أبي رجاء الشامي ، عن شداد بن أوس قال :
الموت أقطع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن ، والموت أشد من نشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض وغلي في القدور ، ولو أنّ الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش ولا لذو بنوم.
قال ونا ابن أبي الدنيا ، أخبرني محمّد بن صالح ، عن علي بن محمّد ، عن جويرية (٢) بن أسماء قال : قال معاوية لشداد بن أوس : يا شداد أنا أفضل أم علي؟ وأينا أحب إليك؟ قال : علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الخير سابقة ، وأشجع منك نفسا ، وأسلم منك قلبا ، وأما الحب فقد مضى عليّ وأنت اليوم عند الناس أرجى منه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين الآبنوسي ، أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن بن جوصا (٣) ـ إجازة ـ ح.
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٤ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٦.
(٢) بالأصل : جويرة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٣١٧.
(٣) بالأصل : حوصا ، بالحاء المهملة ، خطأ ، والصواب بالجيم ، وقد مضى التعريف به.