المخلّص ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن سعيد بن يوسف ، ثنا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، بإسناده قال (١) : وطابقت معاوية كلها على منع الصّدقة وأجمعوا على الردّة إلّا ما كان من شرحبيل بن السّمط وابنه ، قاما في بني معاوية فقالا : والله إنّ هذا لقبيح بأقوام أحراز التنقل ، وإن الكرام ليكونون على الشبهة فيتكرمون أن ينتقلوا عنها إلى أوضح منها مخافة العار ، فكيف بالرجوع عن الجميل (٢) وعن الحق إلى القبيح والباطل ، اللهمّ إنّا لا نمالئ قومنا على هذا ، وإنّا لنادمون على مجامعتهم إلى يومنا هذا. وخرج شرحبيل والسّمط حتى أتيا زياد بن لبيد فانضما إليه.
قال سيف : واستعمل ـ يعني سعد بن أبي وقاص ـ على الميسرة ـ يعني يوم القادسية ـ شرحبيل بن السّمط بن شرحبيل الكندي ، وكان غلاما شابا ، كان قد قاتل أهل الرّدة ، ووفى لله فعرف له ذلك ، وكان قد غلب الأشعث على السّرف فيما بين المدينة إلى أن اختطت الكوفة ، وكان أبوه ممن كان تقدم إلى الشام مع أبي عبيدة بن الجراح.
قال ونا سيف عن مجالد ، عن الشعبي قال : كان شرحبيل بن السمط قد كان أراد أن يتبع أباه السّمط ، وكان السمط ممن شهد اليرموك ، فلما ندب عمر كندة إلى العراق وأتوا إلى الشام انتدب فعجله عمر إلى سعد وأوصى سعدا به في كتابه ، وكان شرحبيل رجلا فنزع حين قدم على سعد فدفعه فارتفع له حتى غلب الأشعث على شرف كندة ، وولي عليه في ذلك المسير ، فكان شرحبيل من فرسان أهل القادسية المعلومين.
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد وأبو علي الحسن بن أحمد قالا : أنا أبو نعيم الحافظ قال : شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة الكندي كان على حمص ، وصلّى عليه حبيب بن مسلمة سنة ثلاث وستين ، يكنى أبا يزيد ، ذكره بعض المتأخرين ، وزعم أنه صحابي ، وذكر أنه مختلف في صحبته.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ، أنبأ أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن حميرويه ، أنا أحمد بن نجدة ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن أشعث ، عن الشعبي :
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٤ حوادث سنة ١١.
(٢) تقرأ بالأصل : الحمل ، والمثبت عن الطبري.