عظمت دلّ ذلك على وفور الدّماغ وصحة العقل ، قال : نعم يا أمير المؤمنين إلّا هامتي ، فإنها عظمت وعقلي فإنه ضعيف ناقص ، فتبسّم معاوية ، فقال : كيف ذاك؟ الله أنت ، قال : لإطعامي هذا البارحة مكوكي شعير ، قال : فضحك معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ـ أظنه عن سليمان ـ أن حبيب (١) بن مسلمة صلّى على شرحبيل بن السمط.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٢) ، أنبأ يزيد بن هارون ، أنبأ حريز (٣) بن عثمان ، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي (٤) ، عن عبد الله بن لحي (٥) الهوزني قال : حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط ، وهو الذي قسم حمص القسمة الأخيرة ـ أو قال : الثانية ـ في زمن عثمان ، فتقدم عليه حبيب (٦) بن مسلمة الفهري فأقبل عليه فالتفت بوجهه كالمشرف على دابة لطوله يقول : صلوا على أخيكم واجتهدوا له في الدعاء ، وليكن من دعائكم : اللهمّ اغفر لهذه النفس الحنيفة المسلمة ، واجعلها من الذين تابوا واتبعوا سبيلك ، وقها عذاب الجحيم ، واستنصروا الله على عدوكم.
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن هلال وغيرهما ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، [أنا](٧) أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن قالا : أنبأ الحسن بن رشيق ، أنبأ أبو بكر الدولابي قال : سمعت أبا أيوب البهراني ـ يعني سليمان بن عبد الحميد ـ يقول : سمعت يزيد بن عبد ربه يقول : مات شرحبيل بن السّمط سنة أربعين رحمة الله علينا وعليه.
__________________
(١) بالأصل : خبيب بالخاء المعجمة ، خطأ.
(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٥.
(٣) تقرأ بالأصل : «حرير» وفي ابن سعد : «جرير» وكلاهما خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.
(٤) عن ابن سعد وبالأصل : الحرسي.
(٥) في ابن سعد : يحيى.
(٦) بالأصل : خبيب بالخاء المعجمة ، خطأ.
(٧) زيادة منا للإيضاح.