مع إخوته (١) لأمه : جنادة وجابر على بني زريق ثم هلك جنادة وجابر في خلافة عمر بن الخطاب ، وتحوّل شرحبيل بن حسنة إلى بني زهرة فحالفهم فخاصمه أبو سعيد بن المعلّى الزرقي إلى عمر بن الخطاب وقال : حليفي ليس له أن يتحول عني إلى غيري ، فقال شرحبيل : ما كنت لهم حليفا إنما نزلت مع إخوتي في ربعهما وفي قومهما ، فكانا أحبّ الناس إليّ وأقربه بي رحما ، فلما هلكا اخترت لنفسي فحالفت من أردت ، فقال عمر : يا أبا سعيد إن جئت ببيّنة وإلّا فهو أولى بنفسه ، فلما لم يأت أبو سعيد على حلفه ببيّنة فثبت شرحبيل بن حسنة في بني زهرة بن كلاب (٢).
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، أنبأ الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٣) ، أنبأ محمّد بن عمر قال : قلت لموسى بن محمّد ـ يعني ابن إبراهيم التيمي ـ : أرأيت قول أبي بكر ـ يعني لشرحبيل بن حسنة ـ قد اختارك ـ يعني خالد بن سعيد ـ على غيرك ، قال : أخبرني أبي أن خالد بن سعيد لما عزله أبو بكر كتب إليه : أي الأمراء أحبّ إليك؟ فقال : ابن عمي أحبّ إليّ في قرابته ، وهذا أحبّ إليّ في ديني ، قال : هذا أخي في ديني على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وناصري (٤) على ابن عمي فاستحبّ أن يكون مع شرحبيل بن حسنة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأ أبو الحسن السّيرافي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، أنبأ أحمد بن عمران ، ثنا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٥) ، قال : حدّثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبيه قال : افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية ، فإن أهلها صالحوه ، وذلك بأمر أبي عبيدة بن الجراح وقال ابن الكلبي نحوه ، وقال خليفة (٦) في تسمية عمال عمر على الشامات : وشرحبيل بن حسنة على الأردن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد ، ثنا أحمد بن الحسين ، أنبأ عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل ، ثنا محمّد بن
__________________
(١) كذا ، ولعله : «أخويه» كما في الاستيعاب.
(٢) نقله ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٣٦١ وانظر الاستيعاب ٢ / ١٤٠.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٩٨ في ترجمة خالد بن سعيد بن العاص.
(٤) بالأصل : وناصر ، والمثبت عن ابن سعد.
(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٢٩ في حوادث سنة ١٥.
(٦) المصدر نفسه ص ١٥٥.