حازم : إن عوفينا من شرّ ما أعطينا ، لم يضر ما قد ما زوي عنا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، نا والدي ، أنا أبو العباس السراج قال : سمعت محمّد بن عمرو بن مكرم يقول : سمعت عبد الرّحمن بن عفان يقول : سمعت سفيان بن سعيد يقول : قال أبو حازم : أخف حسنتك كما تخفي سيئتك ، ولا تكوننّ معجبا بعملك ، فلا تدري شقي أنت أم سعيد.
وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر البيهقي.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا محمّد بن أبي عمر قال : قال سفيان : قال أبو حازم : اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك.
أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم المستملي ، قال : قرئ على سعيد بن محمّد البحيري ، أنا أبو زكريا الحربي ، أنا أبو حامد الأعمشي ، نا الزهري ـ يعني عبد الله بن محمّد بن المسور ـ نا سفيان بن عيينة قال : كان أبو حازم يقول : اكتم من حسناتك كما تكتم من سيئاتك.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٢) ، نا أبو محمّد بن حيان ، نا إبراهيم بن محمّد ، نا أحمد بن سعيد ، نا ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش (٣) ، عن عمر بن عبد الله القيسي ، عن أبي حازم أنه قال :
مثل العالم والجاهل مثل البنّاء والرقّاص (٤) ، تجد البنّاء على الشاهق ، والقصر معه حديدته جالسا ، والرقّاص يحمل اللبن والطين على عاتقه على خشبة تحته مهواة ، لو زلّ ذهبت نفسه ، ثم يتكلف الصعود بها على هول ما تحته حتى يأتي بها إلى البنّاء ، فلا
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٩.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٤٥.
(٣) في الحلية : عبد الله بن عباس.
(٤) يريد به الأجير الذي يتكلف الصعود على تلك الخشبة (وهي التي تسمى اليوم : الصقالة) تتحرك به صعودا وهبوطا ، والرقص في الأصل : الخبب أو ضرب من الخبب.