يونس بن يحيى الأموي أبو نباتة (١) ، نا محمّد بن مطرّف قال :
دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت فقلنا (٢) : يا أبا حازم كيف تجدك؟ قال : أجدني بخير ، أجدني راجيا لله حسن الكلف (٣) به ثم قال : إنه والله ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها وتقوم له ، ومن غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظّ له فيها ولا نصيب. (٤)
قال : ونا ابن أبي الدنيا حدّثني محمّد ، نا خالد بن يزيد ، نا بشر الأمي الأفوه قال : قال أبو حازم لما حضره الموت :
ما آسي على شيء فاتني من الدنيا إلّا على ذكر الله ، وإن هذا الليل والنهار لا يأتيان على شيء إلّا أخلفاه ، وفي الموت راحة للمؤمنين ، ثم قرأ : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ). (٥)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي قال : مات أبو حازم القاضي وهو سلمة بن دينار في خلافة أبي العباس.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : ومات زيد بن أسلم وأبو حازم فيما بين الثلاثين إلى الأربعين ومائة. (٦)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس ، قال : ومات أبو
__________________
(١) ترجمته في تهذيب التهذيب.
(٢) بالأصل : فقال ، والمثبت عن م ، وانظر حلية الأولياء.
(٣) في م : «الظنّ به».
(٤) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٨.
(٦) انظر تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٣.