وَنِعمَ الوَكيلُ ) (١).
أسأل الله أن يكتب لكم في موازين الصابرين ستراً هو في الحقيقة فريد في نوعه ، فقد تكاتفت عليكم العواتي وأجلب إبليس بخيله وركبه يشارك صدام في كيده ومكره ( وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرينَ ) (٢) ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) (٣) ، فقد تعرّضتم لمكر تزول منه الجبال ، ولذلك فإنّي تواضعاً لربّي وحياءاً أن أكون بينكم وأنا من القاعدين وأنتم من المجاهدين الذين جمع الله لكم كل موازين الجهاد ، فالهجرة والنصرة والصبر والمواظبة .. وأسأل الله أن يكون ختام ذلك كله نصراً للإسلام ورضاً لله وعودةً إلى العراق الحبيب قريباً إن شاء الله ربّ العالمين.
لقد تفضّل الإخوة المنظّمون لهذه الندوة فحددوا لها موضوعاً نزلت على رغبتهم فيه مع استئذانهم أن أحذف من مضمون الموضوع ما يتحدّث عن نفس العبد القريب من حيث الطريق الذي اقتحمه من الظلمات إلى النور.
انتخب المقدّمات فيما عانيناه من الظلمات حتى أكرمنا ربّنا بأن أشرق في قلوبنا نداء التثبيت والتبيين في قوله تعالى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنيا وَفي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ
__________________
١ ـ آل عمران : ١٧٢ ـ ١٧٣.
٢ ـ الأنفال : ٣٠.
٣ ـ إبراهيم : ٤٦.