آل محمّد ما أعطاهم الله دلّ ذلك على تجرّده عن الأشرة وابتعاده عن الأنانية وابتغائه بإيمانه وجه الله عزّ وجلّ ، وهذا هو المطلوب ، فالمطلوب أن يكون الإيمان ممحّض من غير قصد إلى السباق في الدنيا ، لأنّ الله عزّ وجلّ أكرم هذه الأمة بكرامة لم تنتفع بها وضيّعتها!
مشكلة كبرى في علاقتها بحكامها عبر التاريخ ، لمّا بعث الله محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ليردّ للإنسان إنسانيته وليكرّمه ويذهب بالطبقية والاستكبار والاستضعاف ويحجر الناس على قاعدة العبودية لله وحده ، أراد أن يريحكم من التنافس على الملك ، وقال : أنا أرحمكم يا عبادي ، بأن أجعل شأنكم إلى من عصمتهم ، عصمت عقولهم من الهوى وبطونهم من أكل الحرام ، عصمتهم عن أن يستلزموا بشيء ، فسأريحكم من مشكلة الحكم والقيادة والتوجيه ، بأن أعيّن لكم مدرسة معصومة لتنطلقوا في الحياة بغير جدال في مسائل الحكم ، ولتتّفقوا على هداية البشرية ، لأنّه لم يضيّع المسلمين إلاّ انقلابهم على ما خصّص الله به آل محمّد ، فأخذ يأكل بعضهم بعضاً ، وياليتهم عقلوا بعض مقالة الزهراء عليهاالسلام وهي تقول : « إمامتنا لمّاً للفرقة » (١).
نعم هي الرحمة ، لكن الأمة اتبعت إبليس وقد صدّق
__________________
١ ـ دلائل الإمامة : ١١٣ ، كشف الغمة : ٢ / ١١٠ ، وانظر : من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٥٦٨ ، الاحتجاج : ١ / ١٣٤ ، بحار الأنوار : ٦ / ١٠٧ ، بلاغات النساء : ١٦.