يا أخي الحبيب ، قلت لكم : إنّ عبادة الانتظار فرضت على الأنبياء انتظاراً لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي مفروضة على مَن بعد الرسول انتظاراً للإمام الغائب ، والدنيا تموج بالمذاهب الفاسدة ، وبجنب كل يوم انتظار أراد الله تعالى أن يعطي البشرية فرصة تجرب فيها كل باطل.
فتميل مرةً إلى الرأسمالية ومرةً إلى الاشتراكية وتظنّ تارةً أنّها بعلومها المادّيّة قد استغنت عن الوقت الإلهي!
هذا الاستغناء الذي ورد في سورة والليل إذا يغشى ووارد في سورة العلق لمّا قال تعالى : ( عَلَّمَ الإنْسَانَ مَالَمْ يَعلَمْ ) (١) أردف قائلا : ( كَلاّ إنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى * أنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) (٢) ، أي أنّ الإنسان إذا استكمل العلم بما علّمه الله أخذ يعصي الله بعلومه ظنّاً منه أنّه استغنى عن الله!!
فلابدّ للبشرية أن تأخذ فرصة تتصوّر فيها أنّها استغنت بعلومها ، حتّى إذا بلغت ذلك المبلغ وهي توشك أن تبلغه ، يأتي فرج الله عزّ وجلّ لظهوره الشريف على إثر استعلاء أهل الأرض باسم العلم ، فيقهر كل إمكانيات الأرض.
إنّ هذا النصر للإمام القائم عليهالسلام سيكون آخر براهين الله على
__________________
١ ـ العلق : ٥.
٢ ـ العلق : ٦ ـ ٧.