انتبهوا ، لأنّ مدخل إبليس إلى الكفر هو مدخل كثيرين دون أن يشعروا.
إنّ إبليس لم يكفر بالله خالقاً ولا كفر بالله رازقاً ولا كفر بالله فاطراً ، فقد قال لربّه : ( خَلَقْتَني مِنْ نَار وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين ) (١) ، ( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ) (٢).
إذن منازعة إبليس في نقطة الاختيار ، فطُرد إبليس.
إعلم يا أخي ، إنّ الله عزّ وجلّ موازينه لا تختل ، فالأُستاذ العادل في الفصل الدراسي عندما يريد أن يزن تلاميذه ويعطيهم الدرجة التي يستحقّونها ـ إذا كانوا قد درسوا منهجاً واحداً أو ساعات دراسية واحدة ولقوا عناية واحدة ـ يوجّه لهم سؤالا واحداً كي يقيس قدراتهم ، يوجّه سؤالا واحداً ولا يعطي أسئلة متناقضة ، فلا يعطي تلميذاً سؤالا سهلا والثاني سؤالا صعباً!
فالله الخالق الذي وجّه الى الملائكة ومن بينهم إبليس الخطاب : ( إنّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِين * فَإذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) (٣).
لمّا فشل إبليس في الامتحان وحاق به جزاء الرفض بالطرد من الجنّة وكان الطرد مقروناً بتعليم واحد ، قال ربّنا لإبليس أخرج
__________________
١ ـ الأعراف : ١٢.
٢ ـ الإسراء : ٦١.
٣ ـ ص : ٧١ ـ ٧٢.