[ الاختيار في زمان آدم عليهالسلام ]
إعلم يا أخي ، أنّ الإمامة جُعلت لآدم عندما أصبح له ابنان ، لأنّ سياق الآية في سورة المائدة يدلّ على أنّه وقت وقوع حادث ابني آدم لم يكن له غير هذين الابنين : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ ) (١).
أبوهم مستخلف ، ثمّ عندما يصبحوا أكثر من واحد تتحرك سُنة الاختيار لكي يتبيّن من يرضى باختيار الله.
كما أنّ ابني آدم قبل الاختيار كانا مسلمين ، إذ ما زالا قريبا عهد بأبيهم المُهبط من الجنة.
ما الدليل على إسلامهم؟ الدليل هو أنّهما قرّبا لله قرباناً ، فلو كان أحدهما كافراً محضاً ومنكراً فإنّه لا يقدّم قرباناً ، ( وَاتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إذ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ ) (٢).
رفض ابن آدم الشقي الاختيار ، رغم أنّه قبل ذلك كان يقدّم قرباناً ، أي : أنّه عارف بالله مؤمن به ، لكنّه رفض الاختيار ، فطُرد وأصبح شقياً مطروداً وارتكب جريمة القتل لأخيه.
__________________
١ و ٣ ـ المائدة : ٢٧.