أتذكر في إحدى المرات ، أن أحد علماء الأزهر تحدثت معه بمثل هذا الحديث فقال مثل ما قال الابن الحبيب ، وزاد عليه : لكن أبا بكر وعمر لم يكونوا عارفين بهذه الأحكام فكيف راغموا أمير المؤمنين رغم هذا الوضوح؟!
فقلت له : يا أخي عُدْ إلى القرآن وقف بين يدي سورة يوسف وعندها ستسعفك الإجابة على احتجاجات المحتجين بأبي بكر وعمر ، فالإجابة موجودة في هذه السورة ، وهي سورة مكّية ، وكونها مكّية لها دلالة على ما ادّعى به بعض المفسّرين ، فقوله تعالى : ( الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ * إنَّا أنزَلنَاهُ قُرآناً عَرَبياً لَعَلَّكُم تَعقِلُون * نَحنُ نَقصُّ عَليكَ أحسَنَ القَصَصِ بِمَا أوحَينَا إلَيكَ هَذا القُرآنَ وَإنْ كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلينَ ) إلى قوله تعالى : ( لَقَد كَانَ في يُوسُفَ وَإخوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلينَ ) (١) ، وأخوة يوسف أسباط ، وهؤلاء الأسباط كادوا له كيداً ، كما ورد في السورة!!
فهل أبو بكر وعمر أعرف بالحق من إخوة يوسف الأسباط؟
وهل هم أقرب لعلي عليهالسلام من قرابة إخوة يوسف ليوسف؟
لقد سمّاهم أمير المؤمنين في بعض خطبه ، وهو يكشف خبيئة القوم! (٢)
__________________
١ ـ يوسف : ١ ـ ٧.
٢ ـ أنظر : شرح النهج لابن أبي الحديد : ١ / ١٥١ و ٢ / ٥١ و ١٧ / ١٥٢ ، شرح النهج