أتدري من هم السائلون في قوله تعالى : ( لَقَد كَانَ في يُوسُفُ وَإخوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلينَ ) (١)؟
لقد ذهب قسم من أهل السنة إلى أن السائلين هم اليهود (٢)!! في حين أنّ السورة مكّية ، وتتبعت ترتيبها في النزول حسب مصاحف أهل السنة فوجدت أنّ ترتيبها مبكر جداً ، رقم ٥٠ ، وبما أنّ السور المكّية معظمها قصار ، إلاّ أنّها تختلف عنها ، فهي من السور المبكرة جداً التي نزلت في مكة جملة واحدة!
فمن السائلون إذن؟
من المستبعد أن يكونوا يهوداً ، فمكة لم تكن مكاناً لهم ، كما أنهم ـ اليهود ـ لم يكونوا قد دخلوا في جدال مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ بعد الهجرة إلى المدينة.
وأرجو من الاخ الحبيب أن يحقق ويدقق ويتعب نفسه في سبب نزول هذه الآية.
قرأت الخبر الآتي : أنّ في مراحل الدعوة الأولى في مكّة كان عمر الإمام علي عليهالسلام دون الثالثة عشرة ، أي في المرحلة التي يسمى فيها غلام ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا دخل مجلساً فيه
__________________
للشيخ محمد عبده : ١ / ٣٠.
١ ـ يوسف : ٧.
٢ ـ أنظر : تفسير زاد المسير لابن الجوزي : ٤ / ١٤٠ ، جامع أحكام القرآن للقرطبي : ٩ / ١٣٠ ، فتح القدير للشوكاني : ٣ / ٧ ، وغيرها.