زيادة الكفر تتلخص في سبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإيذائه ، ولهذا فإن الحكم النبوي على أحد القرشيين ـ واسمه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ـ الذي أعلن إسلامه في مكّة وهاجر مع المهاجرين ثمّ ارتد وعاد إلى مكّة ، فكان يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتقوّل عليه قولا مكذوباً ، فلمّا فتح الله مكّة على رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتله ضمن من أمر بقتلهم ولو تعلّق بأستار الكعبة ـ يعني لا توبة له ـ هذا الذي أمر رسول الله بقتله ولو تعلق بأستار الكعبة جاء به عثمان بن عفان ـ وهو أخو عثمان من الرضاعة ـ يطلب له الأمان! فسكت رسول الله ولم يؤمّنه ـ ثلاثاً ـ حتى إذا ألحّ عثمان أومأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يغيّب وجهه عنه وأن لا يراه ، فلمّا أمر رسول الله بأن يغيّب وجه ابن أبي سرح عنه ، قال بعضهم : يا رسول الله كأنك استكرهت على العفو عنه؟ ـ كم ضايقوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال : سكتّ ثلاثاً لعلّ أحدكم يقوم فيضرب عنقه (١).
هؤلاء الذين يؤمِّنون مَن أمر رسول الله بقتله لم يوجد منهم واحد يدافع عن الإمام الحسين عليهالسلام! الإمام الحسين .. بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إعلم يا أخي ، إنّ الأئمة ليس لهم كيان منفصل عن رسول
__________________
١ ـ أنظر : أُسد الغابة : ٣ / ١٧٣ و ٤ / ٥ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٤٥ ، سنن أبي داود : ١ / ٦٠٧ ، وغيرها من المصادر التي ذكرت هذه الحادثة بصيغ مختلفة وزيادات ونقيصة.