الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرسول الله وهم حقيقة واحدة ، فالذي يجري على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يجري عليهم.
[ مرحلة الانتقام : ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا منهم مُنتَقِمونَ ) ]
لقد أنزل الله تعالى على رسوله في سورة الزخرف ، بعد أن بيّن له أنّ القوم في آذانهم وقر وعلى قلوبهم عمى ، فيقول له : ( أفأنتَ تُسمِعُ الصُّمَّ أو تَهدِي العُميَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلاَل مُبين * فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ * فَاسْتَمسِكْ بِالَّذي أُوحِيَ إلَيكَ إنَّكَ عَلَى صِراط مُستَقِيم ) (١).
فالله يقول لعبده ورسوله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس أمامك إلاّ ما قدّره الله وعليك أن تمضي بالدعوة.
وأمّا المكذّبون .. المعاندون .. النواصب .. الطلقاء .. الناكثون .. المارقون .. فكل هذه الأوصاف تجمّعت في وقت الإمام الحسين عليهالسلام وأصبح المعسكر المعادي له فيه المارقون والناكثون والقاسطون ، والله يقول لرسوله قولا لم يتحقق في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن لابد أن يتحقق ، فتحقق على عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه ، فهم يقولون : إمّا أن نذهبن بك ، يعني : إنّ قدرنا
__________________
١ ـ الزخرف : ٤٠ ـ ٤٣.