أن ننهي وجودك الدنيوي سننتقم منهم ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ ) (١).
إعلم يا أخي ، إنّ الآيتين ، آية الإذهاب الذي يتبعه انتقام ، وآية الاستبقاء الذي يتبعه انتصار ، تحقّقت أولاهما في الإمام الحسين عليهالسلام : ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ ).
عندما استشهد الإمام الحسين عليهالسلام على يدي زبانية يزيد بن معاوية.
معاوية بن أبي سفيان الذي ارتكب كل الجرائم التي يندى لها جبين أحقر إنسان ، إرتكبها لكي تستديم الخلافة في صلبه ، ولكي يجعل الخلافة سفيانية ، ظنّاً منه أنّ هذا سيظل أبد الدهر.
وما أن استشهد الإمام الحسين عليهالسلام ، وبعد ثلاث سنين هلك يزيد الملعون.
ولمّا آل الأمر إلى معاوية الثاني.
وتأمّل يا عبد الله ، تأمّل في بيّنات آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وحججهم ـ أيّ واحد يدّعي أنّ معاوية كان شبهة حقّ من هؤلاء الكذبة الذين بلغ بهم الفجور إلى حد أن يقولوا عنه سيدهم!
أيّ واحد عليه أن يتدبّر في موقف معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية ، ومعاوية هذا الذي صنع جدّه كل ماصنع من أجل أن يهي له
__________________
١ ـ الزخرف : ٤١ ـ ٤٢.