الملك ، أليس كذلك؟
هذا الحفيد ـ وولد الولد أعز من الولد ـ المسمّى على اسم جدّه ، لكي يستديم الخلافة ، ما إن رقى منبر خلافة بني أمية بمسجدهم في دمشق ، حتى وقف ليعلن على الدنيا إعلاناً يبيّن فيه كيف أصبح الناس بعد صمّاً وعمياناً ، ويقول : « ألا أنّ جدي معاوية نازع هذا الأمر مَن كان بهذا الأمر أولى منه ومن غيره » (١).
وعندما يقولها ابن معاوية ، وبعد ثلاث سنين من استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ، فينزع الملك من نسل معاوية ، أليس هذا تحقيق لقول الله ( فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمُونَ ) (٢)؟
باد معاوية .. وانتهى معاوية وأصبح قبره مزبلة في دمشق!!
أين حاله سواءً في البرزخ أم حال قبره بين الناس من مشهد الإمام الحسين عليهالسلام؟
من مجلسكم الآن .. من الدموع التي تعيش الأرض على حرارتها إلى الآن .. يا أخي الحبيب ، إنّ دموع البكّائين على الإمام الحسين عليهالسلام إنما تعطّر الأرض وتستبطيء نزول عذاب الله على أهل الأرض طالما كان هناك دموع وبكاء على الإمام الحسين ، وطالما
__________________
١ ـ كتاب الأربعين : ٥٠٢ ، وأنظر : جواهر المطالب : ٢ / ٢٦١ ، بحار الأنوار ٤٦ / ١١٨ ، الغدير : ١٠ / ١٧٤ ، درر الأخبار : ٣٣٠ ، ينابيع المودّة : ٣ / ٣٦.
٢ ـ الزخرف : ٤١.