هناك إحياء لمعنى الوفاء لسيد الشهداء عليهالسلام.
ولذلك من يستنكر البكاء أو يقول : إنّ الشيعة يقيمون بكائيات وملاطم ويزعمون أنّ هذا ممّا لا يرضي الله حسبهم ـ إن كانت لهم عقول فليتدبّروا ـ أنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم : نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ ، لمّا غاب له ولد ولم يكن يعرف أنّه مات أو لا ، مجرّد غياب يوسف عليهالسلام .. ظلّ يبكيه ويبكيه ويضج ويضج حتى فقد بصره من البكاء ، هذا عمل الأنبياء وأبناء الأنبياء ، ووالله إنّ الفجيعة في يوسف وفي مائة يوسف ليست كالفجيعة في الإمام الحسين عليهالسلام.
الشطر الأوّل وهو الإنتقام من السفيانية تمّ.
[ مرحلة أخذ الثأر : ( أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ
مُقتَدِرُونَ ) ]
وأمّا الشطر الثاني : ( أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ ) (١) ، لقد وعد الله وعد الصدق على لسان النبي الصادق الأمين ، أنّه لا تقوم الساعة حتى يتمّ الأمر لصاحب الأمر صلوات الله عليه ، هذا الوعد هو صاحب الأمر .. ولي العصر .. أنفسنا وأرواحنا وأموالنا وأولادنا وخلجاتنا وسكناتنا فداء أنفاسه الشريفة ، فهو ترجمان الشطر الثاني من الآية : ( أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي
__________________
١ ـ الزخرف : ٤٢.