صباح كل يوم قبل تسريحها وهذا خاص بالحلوبة منها.
والماعز الجبلية تشبه البلدية بصفاتها الفنية لكنها أقصر منها ، ولها ثوب أكثر ما يكون أسود ، وهي ليست درورا بقدر البلدية. والمعزى الجبلية منتشرة في أنحاء الشام لا تخلو منها قرية وعلى العكس في البلدية التي تكاد لا تخرج عن المدن والمناطق التي يكثر فيها الكلأ في فصول السنة.
الإبل ـ إبل الشام من ذوات السنام الواحد. أما ذوات السنامين فتوجد في جبال فارس والأناضول وبلاد الكرد وتنقل إليها من آسيا الوسطى. ولما كانت تحتمل البرد والسير في المسالك الوعرة فقد فكر الشاميون في إسفاد فحولها على النوق الشامية فحصلوا على هجن لها سنام واحد كأمهاتها وذات جلد على السير في الجبال والأوعار كآبائها. وهذه الهجن شائعة في الجزيرة ولبنان وعجلون وغيرها وهي تعرف بقصر القامة وصغر الرأس.
والركائب من إبل الشام أصناف وأشهرها اليوم إبل الحرة لدى عشيرتي بني صخر والشرارات وغيرهما في البلقاء. وينتقي الجيش ركائبه من هذه الإبل غالبا. ومنها الإبل العمانيات أصلها من عمان وهي ذات رأس نحيف وقدّ أهيف ومزاج عصبي. وجيش الهند يبتاع منها ما يلزمه من الإبل ، ومنها الإبل التيهية أصلها من السودان وترد إلى فلسطين والبلقاء مع القوافل الآتية من مصر. وقد كانت إبل الجيش الإنكليزي من هذا الصنف خلال الحرب الكبرى.
ويطلق الأوربيون كلمة مهري على الإبل السباقة عموما أو على عرق معلوم منها. ويظن أن هذا الاسم مشتق من الإبل المهريّة المنسوبة إلى مهرة بن حيدان وهي مشهورة بالسبق.
والبعير صديق البدوي الحميم ولولاه لزالت البداوة ، فهو يحمل الخيام والماء في المراحل الخالية من الماء ومؤنا تكفي لستة أشهر يقضيها البدوي مع عشيرته في صحراء الشام ، ويحمل البدوي نفسه وعياله وسلاحه وتحلب الناقة بعد الوضع في كل يوم خمسة ليترات إلى عشرة في مدة سنة أو أكثر ، وحليب النوق لذيذ ملين ، وليس لحم الجمل أردأ من لحم البقر الذي يأكله الأوربيون ووبر الجمل ألين من صوف الضأن ومنه تصنع عباءات الوبر العراقية الشهيرة ، وتصنع من جلده قرب عظام منها ما يسع ٢٠٠ ليتر من الماء وتعمل أيضا نعال