في عدة فنون وله أراجيز في اللغة والدين والتصوف والأحكام والفرائض. ومحمود ابن الشحنة الفقيه الشاعر الأديب (٨٩٠) له عدة تآليف منها الدر المنتخب في تاريخ حلب طبع مختصره. وأحمد السرميني الحلبي الفلكي (٨٢٤) كان إماما في الهيئة وحل الزيج وعمل التقاويم. وعبد الملك البابي الحلبي (٨٣٩) علم بالقراآت له نزهة الناظرين في الأخلاق. وعز الدين ابن عبد السلام السعدي المقدسي العالم الرحلة صاحب التآليف (٨٥٠). والبدر البشتكي محمد بن إبراهيم الدمشقي (٨٣٠). وعلي بن خليل الطرابلسي (٨٤٤) له كتاب في الفقه اسمه معين الحكام. وابن حبيب الحلبي (٨٠٨) له عدة مصنفات. وعبد الله بن جماعة المقدسي صاحب التآليف (٨٦٥). والبرهان الحلبي المحدث (٨٤١) وعبد الله توقشندي المقدسي عالم زمانه في الأرض المقدسة (٨٦٧).
ومن علماء السريان نوح البقوفاوي بطريرك اليعاقبة في حلب. وقد امتاز هذا القرن بكثرة المدارس في لبنان قال الدويهي في حوادث سنة ٨٧٥ ه : وقد أحصينا أسماء من كان من النساخ في ذلك العهد ممن وقفنا على كتبهم فإذا هم ينيفون على مئة وعشرة وفي ذلك الوقت أهملوا الخط الاسترنكالي المربع وتمسكوا بالسرياني المدور.
انحطاط العلم والأدب في القرن العاشر :
زاد انحطاط العلم في القرن العاشر ، فلم تكن أيام الترك العثمانيين ميمونة على المعارف في هذه الديار مثل القرنين السالفين. وكانت الآداب تسير إذ ذاك بقوة التسلسل منبعثة من قوتها القديمة ، وإذ اختلف لسان الحاكم والمحكوم عليه ، وخصت الوظائف الدينية الكبرى بجماعة السلطان من الترك ، مالت النفوس عن العلم ، اللهم إلا من كانت لهم فطر سليمة عشقوه لفائدته وقليل ما هم. ذكر المقدسي أن أهل الدولة العثمانية كانوا لا يولّون المدارس في الشام أحدا من أبناء العرب ، زاعمين أن العلماء في العرب كثير وأنهم إن ولوا عربيا من غير طريقهم ، كثر الطالبون من أبناء العرب وعجزوا عن إرضائهم ، وضاق الأمر على ملازمي الروم. وحصر الترك عنايتهم بالاستانة كما حصروها من قبل ببورصة ، فجعل الفاتح القسطنطينية عاصمة العلم ، بل جامعة ذاك