من المسهب : بنو واجب ذكرهم في كل مكرمة واجب ، حازوا بحضرة بلنسية شهرة الذكر ، وجلالة القدر ، من بين صاحب أحكام ، وعلم من أعلام ، ووزير مدير ، وحسيب شهير. وأبو محمد أديبهم الكامل ، وشاعرهم المجيد الفاضل ، وقد وفد على أمير الملثّمين علي بن يوسف بن تاشفين ، وأنشده قصيدة ، منها : [الطويل]
بربعهم عرّج فذلك مطلبي |
|
ودع ذكر نعمان وسلع وغرّب |
نأوا لا نأى عني تذكّر عهدهم |
|
وقلبي في غير الجوى لم يقلّب |
وأحسبهم يرعون عهدي كمثل ما |
|
رعيت ولا يصغون نحو تجنّب |
ومنها : [الطويل]
لقد نصر الرحمن أمّة أحمد |
|
بملك عليّ بين شرق ومغرب |
هو الملك الأعلى الذي امتدّ ظلّه |
|
وفاض نداه الغمر في كل مذهب |
إذا اطّعت سود الخطوب فإنّنا |
|
لنلمح من أضوائه نور كوكب |
ومن جيد شعره قوله : [السريع]
أنا الذي يعرفه دهره |
|
ما إن يهزّ الخطب لي منكبا |
وقد قسا قلبي لما أبصرت |
|
عيني ولا يخدع من جرّبا |
فما أبالي من أخ مخلص |
|
أمشرقا يمّم أم مغربا |
وذكره ابن اليسع ، وأطنب في الثناء عليه.
العلماء
٥٦١ ـ أبو الربيع سليمان بن سالم الكلاعيّ (١)
من أئمّة المحدّثين ، وأعلام العلماء المشهورين في عصرنا ، أنشدني له كاتب سلطان إفريقية أبو عبد الله بن الأبار ، وهو أحد من روى عنه وقرأ عليه ، في مشط فضّة :
تهوى محلّي النجوم |
|
يا بعد ما قد تروم |
كم لمّة لكعاب |
|
بها النفوس تهيم |
سريت فيها شهابا |
|
حواه ليل بهيم |
__________________
(١) انظر ترجمته في تحفة القادم (رقم ٩٠) وفي التكملة (ص ٧٠٨) ، توفي في سنة ٦٣٤ ه.