أما الفوارس فاستداروا حوله |
|
حيث استقلّ كما استدار سواره |
ونضوا شفارهم الصقيلة دونه |
|
حتى حسبنا أنّها أشفاره |
في وجنتيه من المهنّد ما اكتسى |
|
يوم الوغى وبمقلتيه غراره |
وقوله (١) : [الطويل]
وزائرة (٢) زارت مع الليل مضجعي |
|
فعانقت غصن البان منها إلى الفجر |
أسائلها أين الوشاح وقد أتت |
|
معطّلة منه معطّرة النّشر |
فقالت وأومت للسّوار نقلته |
|
إلى معصمي لما تقلقل في خصري |
قوله (٣) : [البسيط]
رقّ النسيم راق الرّوض بالزّهر |
|
فنبّه الكأس والإبريق بالوتر |
ما العيش إلا اصطباح الراح أو شنب |
|
يغنى عن الراح من سلسال ذي أشر |
قل للكواكب غضّي للكرى مقلا |
|
فأعين الزّهر أولى منك بالسّهر |
وللصباح ألا فانشر رداء سنا |
|
هذا الدّجى قد طوته راحة السّحر |
وقام بالقهوة الصهباء ذو هيف |
|
يكاد معطفه ينقدّ بالنّظر |
يطفو عليها إذا ما شجّها درر |
|
من عقده اختلست أو ثغره الخصر (٤) |
فالكأس في كفّه بالراح مترعة |
|
كهالة أحدقت في الأفق بالقمر |
وقوله (٥) : [المتقارب]
وما شقّ وجنته عابث (٦) |
|
ولكنها آية للبشر |
جلاها لنا الله كيما نرى |
|
بها كيف كان انشقاق القمر |
وقوله :
كتبت ولو أنني أستطيع |
|
لإجلال قدرك دون البشر |
قددت اليراعة من أنملي |
|
وكان المداد سواد البصر |
__________________
(١) الأبيات في المطرب (ص ١٠٠).
(٢) وآنسة : في المطرب.
(٣) الأبيات في المطرب.
(٤) في المطرب : تخالها اختلست من ثغره الخصر.
(٥) البيتان في ديوان ابن الزقاق (ص ١٧٩) والمطرب (ص ١٠١) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٥٨).
(٦) في النفح : عابثا.