عثمان أعنّي بأصحاب أستعين بهم ، قال : أظهر الحق يتبعك أهله.
قال : بلغني أن محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن ـ وقال ابن دريد : عبد الله بن حسن ـ كتب إليك كتابا فقال : قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه قال : فبما أجبته قال أوليس قد عرفت رأيي في السّيف أيام كنت تخلفت إلينا؟ إني لا أراه. قال : أجل ، ولكن تحلف لي ليطمئن قلبي قال : لئن كذبتك تقية لأحلفن لك تقية ، قال : أنت والله الصادق الذي (١) قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك وزمانك قال : لا حاجة لي فيها ، قال : والله لتأخذنها قال : والله لا أخذتها ، فقال له المهدي : يحلف أمير المؤمنين وتحلف؟ فترك المهدي وأقبل على المنصور فقال : من هذا الفتى؟ قال : ابني محمّد وهو المهدي وولي العهد ، قال : والله لقد اسميته اسما ما استحقه عمله هذا ، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار ، ولقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به ، أشغل ما يكون عنه ، ثم التفت إلى المهدي وقال : يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمّك ، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمّك ، ثم قال : يا أبا عثمان ، هل من حاجة؟ قال : نعم ، قال : وما هي؟ قال : لا تبعث إليّ حتى آتيك ، قال : إذا لا نلتقي قال عن حاجتي سألتني قال : فاستخلفه (٢) الله عزوجل وودعه ونهض ، فلما ولى أمده بصره وهو يقول (٣) :
كلم يمشي (٤) رويد |
|
كلكم يطلب (٥) صيد |
غير عمرو بن عبيد |
قال (٦) : وأنا الصيمري ، أنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني أبو ذرّ القراطيسي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا أبو نعيم ، حدّثني عبد السّلام بن حرب قال :
قدم أبو جعفر المنصور البصرة ، فنزل عند الجسر (٧) الأكبر ، فبعث إلى عمرو بن عبيد ، فجاءه ، فأمر له بمال ، فأبى أن يقبله ، فقال المنصور : والله لتقبلنه ، فقال : لا والله لا
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : والله والله أنت الصادق البرّ.
(٢) تاريخ بغداد : فاستحفظه.
(٣) الرجز في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ١٣٢ وأمالي المرتضى ١ / ١٧٦ وتاريخ بغداد ١٢ / ١٦٩.
(٤) أمالي المرتضى : ماش.
(٥) أمالي المرتضى : طالب.
(٦) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٢ / ١٦٩ ـ ١٧٠.
(٧) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.