هذا لفظ يوسف.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.
ح (١) وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قال : أنا أبو يعلى ، نا أبو كريب ، نا أبو أسامة ، عن بريد (٢) ، عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
لما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس ، فلقي دريد بن الصّمّة فقتل دريدا وهزم الله أصحابه.
قال أبو موسى : وبعثني مع أبي عامر ، قال : فرمي أبو عامر في ركبته ، رماه رجل من بني جشم بسهم ، فأثبته في ركبته ، فانتهيت إليه ، فقلت : يا عمّ ، من رماك؟ قال : فأشار أبو عامر إلى أبي (٣) موسى أن ذاك قاتلي ، تراه ذاك الذي رماني.
قال أبو موسى : فقصدت له ، فاعتمدت له فلحقته ، فلما رآني ولّى عني ذاهبا ، فاتّبعته ، وجعلت أقول له : ألا تستحي؟ ألا تثبت ، ألا تستحي (٤)؟ ألست عربيا؟ فكفّ فالتقيت أنا وهو ، فاختلفنا أنا وهو ضربتين ، فضربته بالسيف فقتلته ، ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله صاحبك ، قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته ، فنزا (٥) منه الماء ـ وفي حديث ابن المقرئ : فنزل منه الماء ـ قال : يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقرئه مني السلام وقل له : يقول لك استغفر لي ، قال : فاستخلفني أبو عامر ومكث يسيرا ثم إنه مات.
فلما رجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير (٦) ، وقد أثّر السرير بظهر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجنبيه ، فأخبرته خبرنا وخبر أبي عامر ، فقلت : إنه قد قال : استغفر لي ـ وفي حديث ابن المقرئ : قل له يستغفر لي ـ قال : فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بماء ، فتوضّأ منه ثم رفع يديه ثم قال : «اللهمّ اغفر لعبيد أبي عامر» ، ثم (٧) قال : «اللهمّ اجعله يوم القيامة فوق (٨) كثير من خلقك» (٩) فقلت : ولي يا رسول الله ، فاستغفر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ اغفر
__________________
(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن ل.
(٢) بالأصل : يزيد ، والمثبت عن ل ، وقد مرّ.
(٣) بالأصل : أبو. (٤) «؟ ألا تستحي؟» ليس في المطبوعة.
(٥) بالأصل : فنزل. (٦) زيد في ل والمطبوعة : مرمل ، وعليه فراش.
(٧) قبلها في المطبوعة : حتى رأيت بياض إبطيه.
(٨) زيدت «فوق» عن ل.
(٩) زيد في ل والمطبوعة : أو من الناس.