عبد الله بن الأصمّ ، عن عمّه يزيد بن الأصمّ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لعن الله اليهود والنصارى ، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [٦٦٩٥].
كتب إلي أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال (١) : سألت أبا علي الحافظ عن عبد الله بن محمّد بن وهب الدّينوري فقال : كان صاحب حديث حافظا.
ثم قال أبو علي (٢) : بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن وهب الحافظ يقول (٣) :
حضرت أبا زرعة يوما وعلج من أهل خراسان يلقي عليه الموضوعات التي وضعت بخراسان من حديث محمّد بن القاسم الطايكاني وأحمد بن عبد الله الجوبياري وهو يجيب : باطل ، والعلج يضحك ويقول : كلّ ما لا تحفظه تقول : باطل ، فانتضيت أنا لجواب العلج فقلت : يا هذا أي مذهب تنتحله؟ فقال : مذهب أبي حنيفة ، فقلت : أيش أسند أبو حنيفة عن حمّاد بن أبي سليمان؟ فتحيّر العلج عاجزا عن الجواب ، فقلت : يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة عن حمّاد كذا وعن أبي حنيفة عن حمّاد؟ وأبو زرعة يسرد حديث أبي حنيفة ويمر فيها ، ثم قلت للعلج : ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عن الكذّابين وأنت لم تحفظ لإمامك حديثا (٤)؟
فلما قدمنا تقدّم إليّ أبو زرعة فقبّل وجهي وقال لي : يا أبا محمّد خلصتني ، خلّصك الله من مكروه ، ثم قلت للشاب : أيش أسند أبو بكر الصّدّيق عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أحاديث كثيرة ، قلت : تحفظ منها شيئا؟ قال : نعم ، قلت : أيش أسند أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أبي بكر ، فسكت ولم يذكر منها حرفا واحدا ، فقلت : اسمع. وأقبلت على أبي زرعة ، فابتدأ وقال : قد روى عمر عن أبي بكر كذا كذا حديثا (٥) ، حدثناه فلان ونا فلان. وقد روى عثمان
__________________
(١) انظر سير الأعلام ١٤ / ٤٠٠ و ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨).
(٢) انظر سير الأعلام ١٤ / ٤٠٠ و ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨).
(٣) الخبر في سير الأعلام ١٤ / ٤٠١ وتاريخ الإسلام (ترجمته ص ٢٣٨) باختلاف.
(٤) بالأصل : «حديث» وفي تاريخ الإسلام : حديثا قط.
(٥) الأصل : حديث.