عبد الكريم السكري ، نا وهب بن زمعة قال : وقال إبراهيم بن رستم : سمعت مخلد بن الحسين يقول : جالست أيوب ، وابن عون ، وهشاما ، فلم أر منهم من كنت أفضّله على ابن المبارك.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (١) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق ، قال : سمعت أحمد بن الوليد ، نا عبيد بن جنّاد وقال : سمعت العمري يقول :
ما رأيت في دهرنا هذا يصلح لهذا الأمر إلّا رجلا أتى إلى منزلي فأقام عندي ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر ، فصيح اللسان ، إلّا أنّ اللغة مشرقية (٢) ، يكنى بأبي عبد الرّحمن ، معه غلام يقال له سفير فقلنا له : هذا عبد الله بن المبارك ، فقال : هكذا ينبغي ، إن كان بقي (٣) أحد يصلح لهذا الأمر فذاك.
قال عبيد : يعني : الاقتداء بالعلم.
أخبرنا أبوا (٤) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي ، نا إبراهيم [بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عبد المجيد بن إبراهيم ، حدّثنا وهب](٦) بن زمعة ، نا معاذ بن خالد ، قال :
تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بعبد الله بن المبارك قال : فقال إسماعيل بن عياش : ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك ، ولا أعلم أنّ الله عزوجل خلق خصلة من خصال الخير إلّا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك ، ولقد حدّثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة ، فكان يطعمهم الخبيص (٧) وهو الدهر صائم.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٨) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا يحيى محمّد بن عبد الرحيم يقول : سمعت عبيد بن جنّاد (٩) ، أبا سعيد ،
__________________
(١) حلية الأولياء ٨ / ١٦٣.
(٢) الحلية : شرقية.
(٣) الحلية : معي.
(٤) بالأصل : «أبو».
(٥) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٧ وتاريخ الإسلام (١٨١ ـ ١٩٠) ص ٢٣١.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن تاريخ بغداد.
(٧) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٨) حلية الأولياء ٨ / ١٦٢ وتاريخ الإسلام (١٨١ ـ ١٩٠) ص ٢٣٥.
(٩) بالأصل : «عباد» تحريف ، والمثبت عن الحلية وتاريخ الإسلام.