مرّ ابن المبارك برجل أعمى قال : فقال : أسألك أن تدعو الله أن يردّ عليّ بصري ، قال : فدعا الله ، فردّ عليه بصره ، وأنا أنظر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو نصر الخفّاف ، نا محمّد بن المنذر (١) ، حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين بن الربيع ، قال : رأيت ابن المبارك يقاتل في أرض الروم في يوم شديد الحر ، قد وضع قلنسوته عن رأسه.
قال : وقال محمّد بن الوزير : وصى ابن المبارك كنت مع عبد الله في المحمل (٢) ، فانتهينا إلى موضع بالليل ، وكان ثم خوف قال : فنزل ابن المبارك وركب دابته حتى جاوزنا الموضع ، فانتهينا إلى نهر ، فنزل عن دابته ، وأخذت أنا مقوده ، واضطجعت فجعل يتوضأ ، ويصلّي حتى طلع الفجر وأنا أنظر إليه ، فلما طلع الفجر ناداني قال : قم تتوضأ ، قال : قلت : إنّي على وضوء ، فركبه الحزن حيث علمت أنا بقيامه ، فلم يكلّمني حتى انتصف النهار ، وبلغت المنزل معه.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن (٣) الحسيني ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر أحمد بن مروان ، أنا أبو إسماعيل الترمذي ، نا نعيم بن حمّاد ، قال (٤) :
قال رجل لابن المبارك : قرأت البارحة القرآن في ركعة ، فقال ابن المبارك : لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يقرأ (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) إلى الصبح ، ما قدر أن يجاوزها ـ يعني ـ نفسه.
أخبرنا أبوا (٥) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترابادي ، قال : سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول : سمعت القاسم بن محمّد بن عبّاد بالبصرة قال : سمعت سويد بن سعيد يقول :
رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ، ثم استقبل الكعبة ، فقال : اللهمّ إنّ ابن أبي الموّال حدّثنا عن محمّد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ماء
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة.
(٢) المحمل كمجلس : شقان على البعير يحمل فيهما العديلان ج محامل (القاموس المحيط : حمل).
(٣) الأصل : «الحسن» والمثبت عن المشيخة ١٤٠ / أ.
(٤) الخبر في سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٥٢.
(٥) بالأصل : أبو.
(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ١٦٦ وتاريخ الإسلام (١٨١ ـ ١٩٠) ص ٢٣١ وصفة الصفوة ٤ / ١٢٧.