فقالت : يا عبد الله ، إنّي رأيت لك قصرا له من الشّرف كذا وكذا ، قال : وعبد الله ساكت ، ثم قال لها بالفارسية : إنه يرى الرؤيا (١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : وأبو نصر محمّد بن الحسن قالا : ـ أنا الوليد بن بكر (٢) ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : حدّثني [أبي](٣) عبد الله قال (٤) :
حضرت ابن المبارك بالكوفة ، وعنده إسماعيل بن حمّاد بن (٥) وأبي حنيفة ، وعلي بن صالح صاحب المصلّى ، فسألاه عن شيء فلم يجبهما ، فقال أحدهما : ما سفيان الثوري هاهنا بشيء ، فأقبل ابن المبارك على أضعف أهل المجلس عبد الرّحمن بن شكيل فقال : سل يا أبا عبد الله.
أخبرنا أبوا (٦) الحسن : الفقيه والعطّار ، قالا : نا ـ وأبو النجم الشّيحي ، أنا ـ أبو بكر الحافظ (٧) ، حدّثني يحيى بن علي بن الطيب الدّسكري ـ بحلوان ـ نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ـ بجرجان ـ نا أبو الحسين الرازي عبيد الله بن إبراهيم ، نا محمّد بن علي الهمذاني ـ بهمذان ـ نا أبو حفص عمر بن مدرك ، نا القاسم (٨) بن عبد الرّحمن ، نا أشعث بن شعبة المصّيصي قال :
قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرّقّة فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطّعت النعال ، وارتفعت الغبرة ، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب فلما رأت الناس قالت : ما هذا؟ قالوا : عالم من أهل خراسان قدم الرقّة يقال له : عبد الله بن المبارك ، فقالت : هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلّا شرط وأعوان.
__________________
(١) في المطبوعة : إنه ترى الرؤيا الصالحة للرجل السوء.
(٢) الأصل : «بكير» خطأ ، والسند معروف.
(٣) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(٤) الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٧٥.
(٥) بالأصل : «وأبي حنيفة» والمثبت عن تاريخ الثقات.
(٦) الأصل : «أبو».
(٧) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٦ والبداية والنهاية : بتحقيقنا : ١٠ / ١٩١ ووفيات الأعيان ٣ / ٣٣.
(٨) في تاريخ بغداد : حدثنا ابن عبد الرحمن حدثنا شعيب بن شعبة المصيصي.