محمّد بن يوة ، أنبأ أبو الحسن اللنباني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا أبو عثمان الأموي ، نا عبد الله بن سعيد ، عن زياد بن عبد الله ، عن عوانة قال :
قدم أبو موسى على معاوية بعد الجماعة فقال : السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله ، قال : فرحّب به معاوية ثم قال : بايع يا أبا موسى ، قال : لنا وعلينا ، فقبض معاوية يده ، وخرج أبو موسى من عنده ، وأتى منزله ، فأتاه عبد الله بن عضاه فدخل عليه منزله فقال : يا أبا موسى إنك والله ، ما أنت في زمان أبي بكر ولا زمان عمر ، ولا عثمان ، فاتّق على نفسك فإني أخاف أن تقتل ، وخرج ابن عضاه فقال أبو موسى لأبي بردة : اتبع الرجل فانظر أين يدخل ، قال : فتبعه فدخل ابن عضاه إلى معاوية ، فرجع أبو بردة إلى أبي موسى فأخبره ، فقال أبو موسى : معاوية أرسله ثم راح أبو موسى إلى معاوية ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم قال : ما الذي انكرت من سلامي عليك بالأمس ، قد كنا نسلّم على عمر وعلى عثمان يا أمير المؤمنين ، وبالأمير ، إذا سلمنا عليك بالإمرة فنحن المؤمنون وأنت أمير المؤمنين ، وإن لم نقلها لك ، وأما الذي أنكرت من قولي لك : لنا وعلينا ، لنا أجرها وعلينا الوفاء بها ، ثم قال : امدد يدك أبا موسى ، قد علمت أنك لم تأتنا حتى زمّمتها وخطمتها (١) قال : ثم بايع ، فأمر له بعطاء خمس سنين كان حرمه إياها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا معتمر (٣) بن سليمان التيمي قال : قرأت على الفضيل (٤) بن ميسرة : في حديث أبي حريز (٥) أن أبا بردة حدّثه قال : أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال : إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي ولا يتبعني مجمّر ، ولا تجعلوا في لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب ، ولا تجعلوا على قبري بناء ، وأشهدكم أنّي بريء من كل حالقة وسالقة أو خارقة (٦) ، قالوا : وسمعت فيه شيء (٧) ، قال : نعم من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) زممت البعير : إذا علقت عليه البعير ، وخطمت البعير : إذا زممته.
(٢) مسند أحمد ٧ / ١٣٤ رقم ١٩٥٦٤.
(٣) عن المسند وبالأصل : معمر.
(٤) عن المسند وبالأصل : الفضل.
(٥) عن المسند وبالأصل : جرير.
(٦) الحالقة : المرأة التي تحلق شعرها عند المصيبة.
والسالقة ـ بالسين والصاد ـ المرأة التي ترفع صوتها عند المصيبة.
والخارقة : المرأة التي تشق ثوبها عند المصيبة.
(٧) كذا بالأصل ؛ وفي المسند : «أوسمعت فيه شيئا؟» وهو الصواب.