قال : قدمت مصر في ولاية عبد العزيز بن مروان فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده ـ يعني : عبد العزيز ـ وتحت ركابه خمسمائة من حمير يسعون (١).
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا قتيبة بن سعد ، حدّثنا بكر بن مضر ، عن عبيد الله بن زحر (٢) ، عن الهيثم بن خالد ، عن سليم بن عتر قال : لقينا كريب بن أبرهة راكبا وراءه غلام له فقال : سمعت أبا الدرداء يقول : لا يزال العبد يزداد من الله بعدا كلما مشى خلفه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر الأنباري ، أنبأنا أبو القاسم بن الصوّاف ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حماد (٣) ، أنبأنا أحمد بن شعيب ، عن سويد بن نصر ، أنبأنا عبد الله ـ يعني ـ ابن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن الهيثم بن خالد قال : كنت خلف عمي سليم بن عتر (٤) فمرّ عليه كريب بن أبرهة راكبا ووراءه علج يتبعه ، فقال سليم (٥) : يا أبا رشدين ألا حملته وراءك؟ قال : أحمل علجا مثل هذا ورائي ، قال : فهلّا قدّمته بين يديك إلى باب المسجد ، قال : ولم أفعل؟ قال : أفلا نظرت غلاما صغيرا فحملته وراءك ، قال : وما فعلت قال سليم (٦) : سمعت أبا الدرداء يقول : لا يزال العبد من الله بعيدا ما مشي خلفه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا محمّد بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٧) قال : قال ابن بكير : مات كريب أظنه سنة ثمان وسبعين (٨).
٥٨٠٨ ـ كريب بن الصّبّاح الحميري
شهد صفّين مع معاوية ، وقتل يومئذ ، وكان موصوفا بشدة البأس.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «سبعون» تصحيف.
(٢) زحر : بفتح الزاي وسكون المهملة. (تقريب التهذيب).
(٣) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء ١ / ١٧٨.
(٤) في الكنى والأسماء : سليمان بن عنز.
(٥) الكنى والأسماء : سليمان.
(٦) في الكنى والأسماء : سليمان.
(٧) المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٢٢.
(٨) في المعرفة والتاريخ : «ثمان وخمسين» وفي الإصابة ٣ / ٣١٤ نقلا عن يعقوب : «ثمان وخمسين» أيضا.