عنه والنساء حتى لم يستطع أحد [أن](١) ينظر إليه ، وسودته بنو إسرائيل وشرّفوه ، وأقرّوا به بالفضل لما كان من اختياره التغيير على الحسن والجمال ، ولما يرون من طيب نفسه وسروره ، فلبث بذلك أربعين عاما قائما فيهم بالعدل ، فلما توفاه الله اختلفت بنو إسرائيل وتعصّبت فيما بينهم (٢) ، فدعا كلّ إلى نفسه وإلى سبطه ، فقال هؤلاء : منا الإمام ، وقال هؤلاء : منا الإمام ، فلمّا رأى ذلك ولد موسى وسبطه الذين هم من ولده قالوا : ما أمرنا الله عزوجل بذلك ، ولا أوصانا به موسى ، وإنا نبرأ (٣) إلى الله مما يعمل هؤلاء ، وهم الذين يقول الله عزوجل : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(٤).
ذكر من اسمه كامل
٥٧٧٩ ـ كامل بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلامة بن الحسين بن محمّد بن يزيد
ابن أبي جميل أبو التمام المقرئ الضرير
قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أبي الوحش سبيع بن المسلّم بن قيراط.
وسمع أبا طاهر الحنّائي ، وأبا الحسن الموازيني ، وأبا محمّد بن الأكفاني وجماعة من شيوخنا. وحدّث بشيء يسير. سمعت منه وقرأت عليه القرآن العظيم.
وكان خيّرا ثقة ، كثير الدرس للقرآن ، مواظبا على صلاة الليل ، وحجّ مرتين ، توفي في الثانية منهما محرما قبل قضاء نسكه في السابع من ذي الحجة سنة أربعين وخمسمائة ، ودفن بمكة ، ومات بعلة البطن غريبا ، فحصلت له الشهادة من وجهين ، رحمهالله.
٥٧٨٠ ـ كامل بن ديسم بن مجاهد بن عروة بن تغلب بن محمود أبو الحسن النصري
الفقيه العسقلاني المعروف المقدسي
سمع أبا الحسين محمّد بن الحسين (٥) بن الترجمان ، وأبا نصر محمّد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني ؛ وأبا الحسن علي بن صالح العسقلاني ، وأبا سعيد عبد الكريم بن علي ابن أبي نصر القزويني ، وأبا محمّد زيد بن الحسن الموسوي ، وأبا الفضل عبد الله بن الحسين
__________________
(١) زيادة منا.
(٢) في «ز» : بينها.
(٣) بالأصل : «وأنابوا» والمثبت : «وإنا نبرأ» عن م ، و «ز».
(٤) سورة الأعراف ، الآية : ١٥٩.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.