أخبرنا (١) أبو القاسم المستملي ، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ـ ببغداد ـ أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن أبيه. أنه قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : إنّ الله عزوجل قد أنزل في الشعر ما أنزل ، قال : «إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم (٢) به نضح النّبل» [١٠٦٤٥].
قرأت (٣) على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا أبو علي بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٤) ، أنبأنا عبد الوهّاب بن عطاء ، أنبأنا عبد الله بن عون ، عن محمّد بن سيرين. أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتى كعب بن مالك على جمل قد شنق له حتى بلغ رأسه المورك (٥) ، فقال : «أين هو» ، فجاء من خلفه فقال : «هيه» ، فأنشده ، فقال : «لهو أشد عليهم من وقع النبل» [١٠٦٤٦].
قال : وحدّثنا ابن سعد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، حدّثنا ابن عون قال : قال محمّد : كان ثلاثة من الأنصار يهاجون عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك ، فأمّا حسّان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم ، وأمّا عبد الله بن رواحة فكان يعيّرهم بالكفر وتردّدهم فيه ، وأما كعب فكان يذكر الحرب فيقول فعلنا ونفعل ونفعل ويتهددهم (٦).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (٧) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني إسحاق بن إسماعيل ، حدّثني معن بن عيسى ، حدّثني مسور بن عبد الملك قال : مرّ النبي صلىاللهعليهوسلم بكعب بن مالك وهو يقول :
تجالدنا (٨) عن جذمنا كل قحمة (٩) |
|
مدرّبة فيها القوانس تلمع |
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : ترموا لهم.
(٣) كتب فوقها في الأصل وم : إلى.
(٤) كتب قبلها في «ز» :
حدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة ، عن أبي عمر بن حيوية. قال : وأنا يوسف أنا الرملي إجازة.
(٥) المورك : المرفقة التي تكون عند قادمة الرجل ، يستريح الراكب بوضع رجله عليها.
(٦) سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٥ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٠٣ من طريق محمد بن سيرين. وأسد الغابة ٤ / ١٨٨.
(٧) الأصل وم و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.
(٨) الأصل وم ، وفي «ز» : مجالدنا.
(٩) الأصل : فحمه ، وفي «ز» : فحصه ، والمثبت عن م ، وفي الأغاني : فخمة.