محمّد بن إبراهيم العبدي قالا : حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، حدّثنا الوليد بن مسلّم ، حدّثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال : يا نبي الله تفلّت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبا الحسن أفلا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ ، وتنفع بهن من علّمته ، ويثبت ما تعلّمته في صدرك»؟ قال : أجل يا رسول الله ، فعلّمني ، قال : «إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنّها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب ، وهي قول أخي يعقوب لبنيه (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي)(١) حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أوّلها ، فصلّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب (٢) وتبارك المفصّل ، فإذا فرغت من التشهّد فاحمد الله ، وأحسن الثناء على الله ، وصلّ عليّ وعلى سائر النبيين وأحسن ، واستغفر لإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم استغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم قل آخر ذلك : اللهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلّف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهمّ بديع السموات والأرض ، ذا الجلال والإكرام والقوة التي لا ترام ، أسألك يا الله ، يا رحمن ، بجلالك ونور وجهك ، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهمّ بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله ، يا رحمن ، بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرّج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تشغل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحقّ غيرك ، ولا يؤتينيه إلّا أنت ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله (٣) العظيم ، أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع ـ أو خمسا ، أو سبعا ـ تجاب بإذن الله ، فوالذي بعثني بالحقّ ما أخطأ مؤمنا قط».
قال عبد الله بن عباس : فو الله ما لبث علي إلّا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مثل ذلك المجلس فقال : يا رسول الله إن كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن ،
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية : ٩٨.
(٢) بالأصل : بحم الدخان ، والمثبت عن م ، وت ، ود.
(٣) كذا بالأصل وفي م ود : بالله العلي العظيم.