أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن ، وأبو الحسن بن قبيس (١) ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر (٢) :
محمّد بن إدريس بن العبّاس ، أبو عبد الله الشّافعي ، الإمام ، زين الفقهاء ، وتاج العلماء ، ولد بغزّة من بلاد الشام ، وقيل باليمن (٣) ، ونشأ بمكة ، وكتب العلم بها وبمدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وقدم بغداد مرتين ، وحدّث بها وخرج إلى مصر ، فنزلها إلى حين وفاته ، وكان سمع من مالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وداود بن عبد الرّحمن ، وعبد العزيز بن محمّد الدّراوردي ، ومسلّم بن خالد الزّنجي ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وعبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة ، وعمه محمّد بن علي بن شافع ، وعبد الله بن الحارث المخزومي ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ، ومحمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي ، وسعيد بن سالم القدّاح ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، وإسماعيل بن جعفر ، ومطرّف بن مازن ، وهشام بن يوسف ، ويحيى بن (٤) حسّان التّنّيسي ، ومحمّد (٥) بن الحسن الشيباني ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي ، وإسماعيل بن عليّة ، وغير هؤلاء ، حدّث عنه سليمان بن داود الهاشمي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو ثور إبراهيم بن خالد ، والحسين بن علي الكرابيسي ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد العطار ، وغيرهم ، وكتاب الشّافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.
قال الخطيب (٦) : وأنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي بالكوفة ، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البلخي قال : سمعت نصر بن المكي يقول : سمعت ابن عبد الحكم يقول : لمّا أن حملت أم الشّافعي به رأت كأن المشتري خرّ من فرجها حتى انقضّ بمصر ، ثم وقع في كلّ بلد منه شظية ، فتأوّل
__________________
(١) في م : بن أبي قبيس.
(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب ٢ / ٥٦.
(٣) كذا بالأصول وتاريخ بغداد ، وقوله : باليمن ، يعني القبيلة ، فإن أمه أزدية (راجع سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠).
(٤) في تاريخ بغداد : «يحيى بن أبي حسان» وفي تهذيب الكمال : محمّد بن يحيى بن حسان.
(٥) الأصل : «يحيى» ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٨ ـ ٥٩ وعنه في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠ وعقب الذهبي بقوله : هذه رواية منقطعة.