المروزي الفقيه الشافعي (١) ، سمع محمّد بن عبد الله السعدي وجماعة من أصحاب علي بن حجر ، وأكثر عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ، وكان أحد أئمة المسلمين ، حافظا لمذهب الشافعي ، حسن النظر ، مشهورا بالزهد والورع ، ورد بغداد وحدّث بها ، فسمع منه وروى عنه : أبو الحسن الدارقطني ، ومحمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي ، وخرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها ، وحدّث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمّد بن يوسف الفربري ، وأبو زيد أجلّ من روى ذلك الكتاب.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ.
ح وأخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن محمّد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال : سمعت أبا بكر البزّاز (٤) يقول : عادلت (٥) الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة ، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عنه خطيئة.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد الفقيه ـ يعني ـ ابن عبدوس بن حاتم الحاتمي النّيسابوري يقول : سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول (٦) : لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسم قلبي بذلك ، وكنت أقول : متى يمكنني هذا والمسافة بعيدة ، والمشقّة لا أحتملها ، فقد طعنت في السن ، فرأيت في المنام كأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاعد في المسجد الحرام وعن يمينه شاب ، فقلت : يا رسول الله قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة ، فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الشاب بجنبه فقال : يا روح الله تصحبه إلى وطنه ، قال أبو زيد : فأريت أنه جبريل عليهالسلام ، فانصرفت إلى مرو ، فلم أحسّ بشيء من مشقة السفر.
هذا أو نحوه فإنّي لم أرجع إلى المكتوب عندي من لفظ أبي الحسن.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : توفي أبو زيد بمرو يوم الخميس الثالث عشر من
__________________
(١) كلمة «الشافعي» ليست في تاريخ بغداد.
(٢) زيادة لازمة لتقويم السند عن م وت ود.
(٣) تاريخ بغداد ١ / ٣١٤ والوافي بالوفيات ٢ / ٧٢.
(٤) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود : «البزاز» وفي تاريخ بغداد : البزار وفي الوافي بالوفيات : الخباز.
(٥) بالأصل : عادلنا ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد وعادل الرجل الرجل إذا ركب معه (راجع تاج العروس بتحقيقنا : عدل) واللسان (عدل).
(٦) ورد مختصرا في الوافي بالوفيات ٢ / ٧٢.