أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى ابن إبراهيم المزكي ، أنبأنا أبو (١) عبد الرّحمن السّلمي قال (٢) : محمّد بن أحمد بن سمعون ، كنيته أبو الحسين ، من مشايخ البغداديين له لسان عال في هذه العلوم ، لا ينتمي إلى أستاذ ، وهو في لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات ، يرجع إلى فنون من العلم : القراءات ، وعلم الظاهر ، يذهب إلى أشدّ المذاهب ، وهو إمام المتكلمين على هذا اللسان في الوقت ، لقيته وشاهدته مات سبع وثمانين ثلاثمائة.
وذكر أبو عبد الرّحمن السلمي في تاريخ الصوفية أيضا ، فقال : أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون الذي هو لسان الوقت ، والمعبّر عن الأحوال بألطف بيان مع ما يرجع إليه من صحة الاعتقاد ، وصحبة الفقراء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون ، كان واحد دهره ، وفريد (٤) عصره في الكلام على علم الخواطر ، والإشارات ، ولسان الوعظ ، دوّن الناس حكمه (٥) ، وجمعوا كلامه ، وحدّث عن عبد الله بن أبي داود السجستاني ، وأحمد بن محمّد بن سلّم المخرمي ، ومحمّد بن مخلد الدّوري ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، ومحمّد بن محمّد بن أبي حذيفة ، وأحمد بن سليمان بن زبّان (٦) الدمشقيين ، وعمر بن الحسن الشيباني ، حدّثنا عنه : حمزة بن محمّد بن طاهر الدقّاق ، والقاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي ، والحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو بكر الطاهري ، وعبد العزيز بن علي الأزجي وغيرهم ، وكان بعض شيوخنا إذا حدّث عنه قال : حدّثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٧) : أما سمعون ـ بسين
__________________
(١) كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٥٠٦.
(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٢٧٤.
(٤) بالأصل ، ود ، وم ، وت : وفرد ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) كذا بالأصل وم وت ود ، وفي تاريخ بغداد : حكمته.
(٦) في تاريخ بغداد : زيان ، تصحيف.
(٧) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٦٢.