الرجل ولد غيره صار يرثه. وأدعياء : جمع دعي ، فعيل بمعنى مفعول ، جاء شاذا ، وقياسه فعلى ، كجريح وجرحى ، وإنما هذا الجمع قياس فعيل المعتل اللام بمعنى فاعل ، نحو : تقي وأتقياء. شبهوا أدعياء بتقي ، فجمعوه جمعه شذوذا ، كما شذوا في جمع أسير وقتيل فقالوا : أسراء وقتلاء ، وقد سمع المقيس فيهما فقالوا : أسرى وقتلى. والبنوة تقتضي التأصل في النسب ، والدعوة إلصاق عارض بالتسمية ، فلا يجتمع في الشيء الواحد أن يكون أصيلا غير أصيل. (ذلِكُمْ) : أي دعاؤهم أبناء مجرد قول لا حقيقة لمدلوله ، إذ لا يواطئ اللفظ الاعتقاد ، إذ يعلم حقيقة أنه ليس ابنه. (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) : أي ما يوافق ظاهرا وباطنا. (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) : أي سبيل الحق ، وهو قوله : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) ، أو سبيل الشرع والإيمان. وقرأ الجمهور : يهدي مضارع هدى ؛ وقتادة : بضم الياء وفتح الهاء وشد الدال. و (أَقْسَطُ) : أفعل التفضيل ، وتقدم الكلام فيه في أواخر البقرة ، ومعناه : أعدل. ولما أمر بأن يدعى المتبنى لأبيه إن علم قالوا : زيد بن حارثة (وَمَوالِيكُمْ) ؛ ولذلك قالوا : سالم مولى أبي حذيفة. وذكر الطبري أن أبا بكرة قرأ هذه الآية ثم قال : أنا ممن لا يعرف أبوه ، فأنا أخوكم في الدين ومولاكم. قال الرازي : ولو علم والله أباه حمارا لانتمى إليه ، ورجال الحديث يقولون فيه : نفيع بن الحارث. وفي الحديث : «من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة». (فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) ، قيل : رفع الحرج عنهم فيما كان قبل النهي ، وهذا ضعيف لا يوصف بالخطأ ما كان قبل النهي. وقيل : فيما سبق إليه اللسان. أما على سبيل الغلط ، إن كان سبق ذلك إليهم قبل النهي ، فجرى ذلك على ألسنتهم غلطا ، أو على سبيل التحنن والشفقة ، إذ كثيرا ما يقول الإنسان للصغير : يا بني ، كما يقول للكبير : يا أبي ، على سبيل التوقير والتعظيم. وما عطف على ما أخطأتم ، أي ولكن الجناح فيما تعمدت قلوبكم. وأجيز أن تكون ما في موضع رفع بالابتداء ، أي ولكن ما تعمدت قلوبكم فيه الجناح. (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) للعامد إذا تاب ، (رَحِيماً) حيث رفع الجناح عن المخطئ.
وكونه ، عليهالسلام ، (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) : أي أرأف بهم وأعطف عليهم ، إذ هو يدعوهم إلى النجاة ، وأنفسهم تدعوهم إلى الهلاك. ومنه قوله ، عليهالسلام : «أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها تقحم الفراش». ومن حيث ينزل لهم منزلة الأب. وكذلك في مصحف أبي ، وقراءة عبد الله : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) : وهو أب لهم ، يعني في الدين. وقال مجاهد : كل نبي أبو أمته. وقد قيل في قول لوط عليه