جميعا عراة يأكلون الناس. يذهب تجار الصين إليها كثيرا ، ليشتروا منهم الحديد ويبيعوهم الطعام والحبوب ، ويتعاملون معهم بالإشارة دون أن يكلم أحدهم الآخر [٤ ب].
٤ ـ جزيرة طبرنا (١) : جزيرة أخرى في هذا البحر ، محيطها ألف فرسخ ، وتحيط بها تسع وخمسون جزيرة من الجزر الكبار العامرة والغامرة ، وفيها مدن وقرى كثيرة ، وجبال وأنهار كثيرة ، ومعادن الياقوت من جميع الألوان ؛ وتقع هذه الجزيرة أمام الحدّ الفاصل بين الصين والهند. وفيها مدينة كبيرة تدعى موس على الساحل المواجه للهند. وكل ما ينتج في هذه الجزيرة يؤتى به إلى هذه المدينة ومنها إلى أرجاء العالم.
٥ ـ جزيرة الرامي (٢) : وتقع قرب حدود سرنديب ، إلى القسم الجنوبي منها ، وفيها ناس سود متوحشون وعراة ، يمارسون الغوص. وفي هذا المكان يوجد اللؤلؤ. ويوجد في هذه الجزيرة العنبر والبقم والكركدن ، وهم يبيعون كل ذلك ويشترون الحديد بدلا منه. وإن البقم الذي يؤتى به من هذه الجزيرة هو ترياق من جميع السموم.
٦ ـ جزيرة صريح (٣) : تقع إلى الغرب من سرنديب ، وفيها أشجار الكافور ، وأهلها متوحشون ، وبها أفاع كثيرة.
__________________
(١) ذكرت فى نزهة المشتاق : طبرنة (٢ / ٧٧٣) ضمن المدن المطلة على بحر الأدرياتيك. وفى الزيج الصابى (ص ٢٦): " وفى هذا البحر ، أعنى بحر الهند والصين من الجزائر : جزيرة فى أقصاه عند بلد الصين تسمى طبربانى وهي سرنديب".
(٢) فى مروج الذهب (١ / ١٧٢) " ويلى جزيرة سرنديب جزائر أخر نحو من ألف جزيرة تعرف بالرامين معمورة ، وفيها ملوك وفيها معادن من ذهب كثيرة". وقد أسهب الإدريسى في وصفها (نزهة المشتاق ١ / ٧٦ ـ ٧٧) وقال إن بينها وبين سرنديب ثلاثة أيام. وتوجد في جهان نامه (ص ٤١) معلومات إضافية عنها ويبدو أنها هي لامري الواردة في الصيدنة (١٢٢) عند الحديث عن نبات البقّم حيث قال البيروني : " معدنه جزيرة لامري ، ومنه مع الخيزران يجلب". وفى غياث اللغات : " البقم : خشب يستخرج منه صباغ أحمر". نضيف إلى ذلك أن المعلومات الواردة في نزهة المشتاق وجهان نامه عن هذه الجزيرة هى لدى ابن خرداذبه (ص ٦٥).
(٣) يسترشد مينورسكى بكونها إلى الغرب من سرنديب وأن فيها الكافور والأفاعى ليقول إنها بلاد الزابج (Hudud ,p. ٧٨١). والزابج هى جاوه (عن أفاعيها وكافورها ، انظر : ابن خرداذبه ص ٦٥). لكننا نعتقد أنها سريرة الشرق ، ففى الجماهر (ص ٤١٦): " كله بين جزيرتى سرنديب وسريرة الشرق ، وسريرة عنها بقريب من خمسة وعشرين يوما فى الماء ، وتغرب عنها سرنديب مثل ذلك". وقد وردت هكذا فى مخطوطتى كتاب الجغرافيا لابن سعيد ، إلا أن محقق الكتاب كتبها : سربزة ونقل عن السائح الصينى شو ـ جوا ـ كوا أن Cri Bhoja هو الاسم الذي كان العرب يطلقونه على جزيرة سومطره وأضاف : أن Van der lith اعترف ـ