معدن الذهب ، يأتى الناس إليها مرة فى العام من ناحية السودان ومدن السوس الأقصى ، ليجمعوا من هناك معادن الذهب. ولا يستطيع أحد أن يقيم فيها لشدة حرّها.
والسابعة ، جزيرة غديرة الواقعة عند التقاء بحر الروم بهذا البحر ، وتخرج منها عين ماء كبيرة تكون فوهة خليج بحر الروم.
والثامنة والتاسعة ، جزيرتان قريبتان من بعضهما ، تدعى إحداهما روذس ، والأخرى أرواذ ، مقابل بلاد الروم. وكانت مراصد اليونانيين للكواكب فى هاتين الجزيرتين.
العاشرة والحادية عشرة ، جزيرتان يفصل بينهما نصف فرسخ مقابل آخر حد الروم من ناحية الشمال ، وتسميان جزيرة الرجال وجزيرة النساء (١). وجميع من فى جزيرة
__________________
(١) إن قوله" آخر حد الروم من ناحية الشمال" ، يجعل الأمر يتعلق بالأمازونيات النساء المقاتلات اللواتى كن يقمن على شواطئ البحر الأسود. وعلينا الرجوع إلى هيرودوتس الذي ذكر فى تاريخه حرب هؤلاء النسوة الأشداء للأغارقة وكيف أنهن كن بلا رجال ، ثم إن الجيش السكيثى استطاع أن يتقرب منهن بالتدريج ويختار كل فرد من أفراده واحدة من الأمازونيات زوجة له (١ / ٣٠١ ـ ٣٠٤). نجد جزيرتى النساء والرجال هاتين لدى الخوارزمى : " جزيرة أمراتوس التى فيها الرجال" و" جزيرة أمرانوس التى فيها النساء" (ص ٨٩) ولدى سهراب : " جزيرة أمرانوس التى فيها عين الرجال" و" جزيرة أمرانوس التى فيها عين النساء" (ص ٧٠ ـ ٧١) وقد ذكراهما ضمن جزائر المحيط الأطلسى. ونرجح أن تقرأ : أمزانوس ، فهى نسبة إلى الأمازونيات (Amazones) ويبدو أن" أمزانوس الرجال" قد اختلقت فيما بعد لتفسير بقاء نسل أولئك النساء. ويحدد مؤلف جهان نامه مكان هاتين الجزيرتين بأنه واقع فى أقصى الشمال من القسم الشرقى من جزيرة تولى ثم فصل القول فيهما (ص ٣٩). ومع ذلك علينا أن لا ننسى أن ماركو بولو ذكر جزيرتين مماثلتين فى المحيط الهندى تبعدان عن بعضهما مسافة ٣٠ ميلا ويزور الرجال جزيرة الإناث ويمكثون هناك ٣ أشهر متعاقبة. وفى تعليق مارسدن على النص المذكور قال : " رغم الاعتراضات التى تنهض بصدد المسافات ، فإن من المعقول الاعتقاد أن المقصود بهما هما الجزيرتان اللتان تقعان قرب جزيرة سقطرى وتسميان عبد آل كوريا والشقيقتين ببعض الخرائط أو الشقيقتين فى خرائط أخرى". نذكر أيضا ما ذكره البيرونى وهو يتحدث عن خشب الأبنوس وأنه" يحمل من مملكة النساء التى فى داخل الصين" (الصيدنة ، ٢٢). ونشير إلى أن القزوينى قد ذكر" جزيرة النساء" وقال إنها" فى بحر الصين فيها نساء لا رجل معهن أصلا ، وأنهن يلقحن من الريح ويلدن النساء مثلهن. وقيل إنهن يلقحن من ثمرة شجرة عندهن يأكلن منها" (آثار البلاد ، ٣٣) ، ثم ذكر بعد ذلك" مدينة النساء" وقال إنها" واسعة الرقعة فى بحر المغرب" أى المحيط الأطلسى ، ونقل عن إبراهيم بن يعقوب الطرطوشى أن أهلها نساء لا حكم للرجال عليهن ، يركبن الخيول ويباشرن الحرب بأنفسهن" (ص ٦٠٧). وهو هنا يتحدث بكل تأكيد عن الأمازونيات. ولوليم ـ