١٧ ـ أما في ديار العرب فتوجد جبال صغيرة كثيرة منها ثلاثة عشر جبلا تدعى تهامة. ومنها :
جبل غزوان : قرب مكة.
جبل شبام : قرب صنعاء (١) ، وفيه مزارع وعمارة وخيرات ، وهو دار ملك اليمن الذي كان منذ القديم في هذا الجبل.
وجبل آخر ذو أربعه جوانب ، محيطه عشرون فرسخا ، يتصل بآخر جبال تهامة ، قمته جرداء وأسفله عامر وفيه مزارع ومياه جارية (٢) ، وهو الذي فتحه محمد بن الفضل القرمطي قديما(٣).
__________________
(١) فى الأصل : شيام. وهو تصحيف واضح. قال ابن الفقيه فى البلدان (ص ٩٨): " شبام جبل عظيم بقرب صنعاء بينها وبينه يوم واحد ، وهو صعب المرتقى ليس له إلا طريق واحد" ؛ وقال ياقوت فى معجم البلدان (٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩): " إن فى اليمن أربعة مواضع اسمها شبام : شبام كوكبان غربى صنعاء وبينهما يوم". والمقصود هنا : شبام كوكبان ؛ وفى تاريخ المستبصر (ص ١٨٤) " وهو منيع جدا وفيه قرى ومزارع وجامع كبير".
(٢) هذا هو جبل المذيخرة ، والنص هنا يشبه ـ مع قليل من الاختصار وحذف اسم الجبل ـ ما لدى الإصطخرى (ص ٢٤) حيث يقول : " والمذيخرة : جبل للجعفرى ، بلغنى أن أعلاه نحو عشرين فرسخا فيها مزارع ومياه ، ونباتها الورس ، وهو منيع لا يسلك إلا من طريق واحد حتى تغلب عليه القرمطى الذي كان قد خرج باليمن يعرف بمحمد بن الفضل". ويبدو أن ابن المجاور قد نقل النص الخاص بوصف جبل المذيخرة عن الإصطخرى أو من المصدر الذي نقل عنه هذا الأخير (ص ١٨٣).
(٣) يقول بار تولد فى مقدمته لحدود العالم (٢١.p) : " يبدو أن محمد بن الفضل القرمطى كان شقيق عدى بن الفضل القرمطى الذي نهب زبيد سنة ٢٩٢ ه استنادا إلى لين بول وسنة ٣٠٣ ه استنادا إلى زامباور". من المؤكد أنه وقع خطأ مطبعى طبع بموجبه" عدى" بدلا من" على". والحقيقة هى أن ابن الفضل هذا وهو داعية إسماعيلى قد دخل اليمن فى أول سنة ٢٦٨ ه مع داعية آخر هو أبو القاسم بن الفرج بن حوشب بهدف نشر المذهب الإسماعيلي هناك (انظر : تاريخ الخلفاء الفاطميين ، ص ٦١) ، إلا أن ابن الفضل هذا انفصل عن ابن حوشب وتمرد عليه ، فحاربه ابن حوشب ولم يقدر عليه. ثم اتسع أمره فزحف سنة ٢٩٣ ه على اليمن الأعلى واستولى على ذمار وصنعاء بعد أن تغلب على مقاومة الأمير أسعد بن أبى يعفر الذي فر إلى شبام. وفى ٢٩٤ ه استدعى أهل صنعاء الإمام الهادى يحيى بن الحسين من بلاد صعدة ، ولما قدم إليها أخرج منها القرامطة وأقام ابن الفضل بالمذيخرة ثم هاجم صنعاء فخرج منها محمد بن الإمام الهادى ، فدخلها ابن الفضل وأصحابه فاستباحوها ومكثوا فيها ثلاث سنين ، ثم إنهم أصيبوا بأسقام فخرجوا منها إلى المذيخرة. وقد قتل ابن الفضل سنة ٣٠٣ ه فاستنفر الأمير أسعد بن أبى يعفر قبائل اليمن وهاجم بهم المذيخرة فدخلها قهرا بالسيف (ملخصا عن المقتطف من تاريخ اليمن ، ١١١ ـ ١١٣). أما اسمه فقد وقع فيه اضطراب كبير فى المصادر فهناك من دعاه ـ