وأبرّهم برا وأع |
|
لمهم بهدي الصالحينا |
القائد الخيل الصوا |
|
نع بالكماة المعلمينا |
أبقت لنا الأيام والحر |
|
ب الملمة تعترينا |
كبشا له در يغل متو |
|
نها الذكر السمينا |
ومعاقلا شمّا وأسيا |
|
فا يقمن وينحنينا |
ومحلة زوراء تج |
|
حف بالرجال الظالمينا |
وفي بعض الروايات أن مالك بن العجلان لما قتل الفطيون قصد اليمن إلى تبّع الأصغر ؛ فشكا إليه ما كان الفطيون يسير فيهم ، فعاهد أن لا يقرب امرأة ولا يمس طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذل من بها من اليهود ؛ ففعل ذلك.
وذكر ابن قتيبة في معارفه تبّع بن حسان ، قال : وهو تبع الأصغر آخر التبابعة ، وذكر أنه صار إلى الشام وملوكها غسان فأطاعته ، قال : وصار إلى ابن أخيه الحارث وهو بالمستقر من ناحية هجر فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى يثرب ممن خرج مع عمرو مزيقياء وحالفوا اليهود بيثرب ـ أي وهم الأنصار ـ فشكوا اليهود ، وذكروا سوء مجاورتهم ، ونقضهم الشرط الذي شرطوه لهم عند نزولهم ، ومتّوا (١) إليه بالرحم ، فأحفظه ذلك (٢) ، فصار إلى يثرب ونزل في سفح أحد ، وبعث إلى اليهود ، فقتل منهم ثلاث مائة وخمسين رجلا صبرا ، وأراد خرابها ، فقام إليه رجل من اليهود قد أتت عليه مائتان وخمسون سنة فقال : أيها الملك ، مثلك لا يقتل على الغضب ، وأمرك أعظم من أن يطير بك برق أو يسرع بك لجاج ، فإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية ، قال : ولم؟ قال : لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل يخرج من عند هذه البنية ، يعني البيت الحرام ، فكف تبع ومضى ومعه هذا اليهودي ورجل آخر من اليهود عالم ، وهما الحبران ، فأتى مكة ، وكسا البيت ثم رجع إلى اليمن ومعه الحبران وقد دان بدينهما وآمن بموسى صلىاللهعليهوسلم اه.
فلعل مالك بن العجلان كان قد توجه إلى جهة ملك غسان وبها تبّع المذكور فوقع من كل منهما نصره ، فأضافه قوم إلى تبع ، وقوم إلى أبي جبيلة الغساني.
قالوا : ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عباداتهم ، فبلغه ذلك ، فقال:
تحامى اليهود بتلعانها |
|
تحامي الحمير بأبوالها (٣) |
__________________
(١) متّوا : تقربوا.
(٢) أحفظه ذلك : أغضبه ذلك.
(٣) تلعن القوم : التعنوا.